النساء ١٦٧ - ١٧٠
لا نجده في كتابنا قد ضلوا ضلالا بعيدا عن الرشد إن الذين كفروا بالله وظلموا محمد عليه السلام بتغيير نعته وانكار نبوته لم يكن الله ليغفر لهم ما داموا على الكفر ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا وكان تخليدهم فى جهنم سهلا عليه والتقدير يعاقبهم خالدين فهو حال مقدرة والآيتان فى قوم علم الله أنهم لا يؤمنون ويموتون على الكفر يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم أى بالاسلام أو هو حال أى محقا فآمنوا خيرا لكم وكذلك انتهوا خير لكم انتصابه بمضمر وذلك أنه لما بعثهم على الإيمان وعلى الانتهاء عن التثليث علم انه يحملهم على أمر فقال خيرا لكم أى اقصدوا وأتوا أمرا خيرا لكم مما انتم فيه من الكفر والتثليث وهو الإيمان به والتوحيد و إن تكفرو فإن لله ما فى السموات و الأرض فلا يضره كفركم وكان الله عليما بمن يؤمن وبمن يكفر حكيما لايسوى بينها فى الجزاء يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم لا تجاوزوا الحد فغلت اليهود فى حط المسيح عن منزلته حتى قالوا أنه ابن الزنا وغلت النصارى فى رفعه عن مقدراه حيث جعلوه ابن الله ولا تقولوا على الله إلا الحق وهو تنزيهه عن الشريك والولد إنما المسيح عيسى ابن مريم لا ابن الله رسول الله خبر المبتدأ وهو المسيح وعيسى عطف بيان أو بدل وكلمته عطف على رسول الله وقيل له كلمة لأنه يهتدى به كما يهتدى بالكلام ألقاها إلى مريم حال وقد معه مراده أى أوصلها إليها وحصلها فيها وروح معطوف على الخبر أيضا وقيل له روح لأنه كان يحيى الموتى كما سمى القرآن روحا بقوله وكذلك أوحنيا اليك روحا من أمرنا لما أنه يحيى القلوب منه أى بتخليقه وتكوينه كقوله تعالى وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه وبه أجاب على بن الحسين بن واقد غلاما نصرانيا كان للرشيد في مجلسه حيث زعم أن في كتابكم حجة على أن عيسى من الله فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة خبر مبتدأ محذوف أى ولا تقولوا الآلهة ثلاثة انتهوا عن التثلث خيرا لكم والذى يدل عليه القرآن والتصريح منهم بأن الله والمسيح ومريم