النساء ١٧٢ - ١٧٦
الله تعالى مع أنهم جبلوا عليها فضاهت الأنبياء عليهم السلام الملائكة عليهم السلام فى العصمة وتفضلوا علهيم فى قهر البواعث النفسانية والدواعى الجسدانية فكانت طاعتهم أشق لكونها مع الصوارف بخلاف طاعة الملائكة لأنهم جبلوا عليها فكانت أزيد ثوابا بالحديث ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر بترفع ويطلب الكبرياء فسيحشرهم إليه جميعا فيجازيهم على استنكافهم واستكبارهم ثم فصل فقال فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا اليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا فإن قلت التفصيل غير مطابق للمفصل لأن التفصيل اشتمل على الفريقين والمفصل على فريق واحد فلت هو مثل قولك جمع الامام الخوارج فمن لم يخرج عليه كساه وحمله ومن خرج عليه نكل به وصحة ذلك لوجهين أحدهما أنه حذف ذكر أحد الفريقين لدلالة التفصيل عليه ولان ذكر أحدهما يدل على ذكر الثانى كما حذف أحدهما فى التفصيل فى قوله تعالى بعد هذا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به والثانى أن الاحسان إلى غيرهم مما يغمهم فكان داخلا فى جملة التنكيل بهم فكأنه قيل ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيعذب بالحسرة إذا رأى أجور العاملين وبما يصيبه من عذاب الله يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم أى رسوله يبهر المنكر بالاعجاز وأنزلنا إليكم نورا مبينا قرآنا يستضاء به فى ظلمات الحيرة فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به بالله أو بالقرآن فسيدخلهم فى رحمة منه أى جنة وفضل زيادة النعمة ويهديهم ويرشدهم إليه إلى الله أو إلى الفضل أو إلى صراطه صراطا مستقيما فصراطا حال من المضاف المحذوف يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة كان جابر بن عبد الله مريضا فعاده رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال انى كلالة فكيف أصنع فى مالى فنزلت إن امرؤ هلك ارتفع امرؤ بمضمر يفسره الظاهر ومحل ليس له ولد الرفع على الصفة أى أن هلك امرؤ غير ذى ولد والمراد بالولد الابن وهو مشترك