النحل ١١٦ - ١٢٢
يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم هو خبر مبتدأ محذوف أي منفعتهم فيما هم عليه من أفعال الجاهلية منفعة قليلة وعذابها عظيم وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل في سورة الانعام يعنى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر الآية وما ظلمناهم بالتحريم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فحرمنا عليهم عقوبة على معاصيهم ثم ان ربك للذين عملوا السوء بجهالة في موضع الحال أي عملوا السوء جاهلين غير متدبرين للعاقبة لغلبة الشهوة عليهم ومرادهم لذة الهوى لاعصيان المولى ثم تابوا من بعد ذلك واصلحوا ان ربك من بعدها من بعد التوبة لغفور بتكفير ما كثروا قبل من الجرائم رحيم بتوثيق ما وثقوا بعد من العزائم ان ابراهيم كان امة انه كان وحده امة من الامم لكماله في جميع صفات الخير كقوله... ليس على الله بمستنكر... أن يجمع العالم في واحد...
وعن مجاهد كان مؤمنا وحده الناس كلهم كفار أو كان أمة بمعنى ماموم يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير قانتا لله هو القائم بما امره الله وقال ابن مسعود رضي الله عنه ان معاذا كان امة قانتا لله فقيل له إنما هو ابراهيم عليه السلام فقال الامة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله ورسوله وكان معاذ كذلك وقال عمر رضي الله عنه لو كان معاذ حيا لاستخلفته فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمة ومعاذ أمة الله قانت لله ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلون حنيفا مائلا عن الاديان إلى ملة الاسلام ولم يك من المشركين نفى عنه الشرك تكذيبا لكفار قريش لزعمهم أنهم على ملة أبيهم إبراهيم وحذف النون للتشبيه بحروف اللين شاكرا لأنعمه روى أنه كان لا يتغدى إلا مع ضيف فلم يجد ذات يوم ضيفا فاخر غداءه فاذا هو بفوج من الملائكة في صورة البشر فدعاهم الى الطعام فخيلوا له أن بهم جذاما فقال الآن وجبت مؤاكلتكم شكرا لله على أنه عافانى وابتلاكم اجتباه اختصه واصطفاه للنبوة وهداه إلى صراط مستقيم إلى ملة الاسلام وآتيناه في الدنيا حسنة نبوة وأموالا وأولادا أو تنويه الله بذكره فكل أهل دين يتولونه أو قول المصلى منا


الصفحة التالية
Icon