الْفَصْل الأول: عَن حَيَاة الامام أبي إِسْحَاق الشاطبي (وَفِيه مايلي)
اسْم الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي وَنسبه
...
الْفَصْل الأول
عَن حَيَاة الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي ويشمل - بإيجاز١ - مَا يَلِي:
١ - اسْم الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي وَنسبه: هُوَ الإِمَام إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ٢الغرناطي، أَبُو إِسْحَاق، الشهير بالشاطبي٣.

١ - لِأَن هُنَاكَ دراسات موسعة عَن هَذَا الإِمَام. ذكرهَا الشَّيْخ مَشْهُور بن حسن فِي تَحْقِيقه لكتاب الموافقات (٦/٧، ٨) حَاشِيَته.
٢ - لخم قَبيلَة عَرَبِيَّة، أَصْلهَا من القحطانية من الْيمن، وَمِنْهُم كَانَت مُلُوك الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة، وَمِنْهُم من دخل بِلَاد الأندلس، ثمَّ كَانَ لبقاياهم ملك بإشبيلية من الأندلس، وَهِي دولة ابْن عباد. انْظُر: صفة جَزِيرَة الْعَرَب ص (٢٧١)، ولسان الْعَرَب (١٢/٢٦١/لخم)، ومعجم قبائل الْعَرَب (٣/١٠١١، ١٠١٢) (٥/٣٦٥).
قلت: وعَلى هَذَا فالإمام الشاطبي عَرَبِيّ الأَصْل.
٣ - انْظُر نيل الابتهاج ص (٤٦)، وشجرة النُّور الزكية ص (٢٣١)، وإيضاح الْمكنون (٢/١٢٧)، والأعلام (١/٧٥)، ومعجم المؤلفين (١/١١٨)، ودرة الحجال (١/١٨٢)، وفهرس الفهارس (١/١٩١)، وبرنامج المجاري (١/١١٦)، وأعلام الْمغرب

٢ - مولد الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي ونشأته: لم تُسلط - كتب التراجم الْمُعْتَمدَة - الأضواء على مَكَان وِلَادَته، وَلَا عَن تاريخها، وَلَا عَن كيفيّة نشأته.
إِلَّا أَن الَّذِي يَبْدُو - وَالله أعلم - أَن أَصله كَانَ من مَدِينَة شَاطِبَة١، وَأَنه ولد فِي مَدِينَة غرناطة٢، قبيل سنة ٧٢٠هـ٣.
أما عَن نشأته: فقد نَشأ على حبّ الْعلم، ومتابعة الدَّرْس مُنْذُ نعومة أَظْفَاره، حَدثنَا هُوَ بذلك فِي مُقَدّمَة كِتَابه الِاعْتِصَام، نقتطف من ذَلِك قَوْله: "لم أزل مُنْذُ فُتق للفهم عَقْلِي، وَوجه شطر الْعلم طلبي، أنظر فِي عقلياته، وشرعياته، وأصوله، وفروعه، لم أقتصر مِنْهُ على علم دون علم، وَلَا أفردت عَن أَنْوَاعه نوعا دون آخر حَسْبَمَا اقْتَضَاهُ الزَّمَان والإمكان... "٤.
١ - مَدِينَة فِي شَرْقي الأندلس، وشرقي قرطبة، خرج مِنْهَا خلق من الْفُضَلَاء. انْظُر: مُعْجم الْبلدَانِ (٣/٣٥١).
٢ - غَرْنَاطة: بِفَتْح الأول وَسُكُون الثَّانِي، وَمعنى غرناطة رمَّانة بِلِسَان عجم الأندلس، وَهِي أقدم مدن كورة البيرة من أَعمال الأندلس، وَأَعْظَمهَا وأحسنها وأحصنها. انْظُر مُعْجم الْبلدَانِ (٤/٢٢١).
٣ - انْظُر: فَتَاوَى الإِمَام الشاطبي، ص (٣٢).
٤ - الِاعْتِصَام (١/٣١).


الصفحة التالية
Icon