فنظرت عن يمني ويساري فلم أر شيئا فنظرت إلى فوقي فإذا هو قاعد على عرش بين السماء والارض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني فدثرته خديجة فجاء جبريل وقرأ يا أيها المدثر أي المتلفف بثيابه من الدثار وهو كل ما كان من الثياب فوق الشعار الثوب الذي يلي الجسد وأصله المتدثر فأدغم قم من مضجعك أو قيام عزم وتصميم فأنذر فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا أو فافعل الانذار من غير تخصيص له بأحد وقيل سمع من قريش كما كرهه فاغتم فتغطى بثوبه مفكرا كما يفعل المغموم فقيل له يا أيها الصارف أذى الكفار عن نفسك بالدثار قم فاشتغل بالانذار وإن آذاك الفجار وربك فكبر واختص ربك بالتكبير وهو التعظيم أي لا يكبر في عينك غيره وقل عندما يعروك من غير الله أكبر وروى أنه لما نزل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الله أكبر فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي وقد يحمل على تكبير الصلاة ودخلت الفاء بمعنى الشرط كانه قيل وما كان فلا تدع تكبيره وثيابك فطهر بالماء عن النجاسة لأن الصلاة لا تصح إلا بها وهي الأولى في غيره مصلاة أو فقصر مخالفة للعرب في تطويلهم الثياب وجرهم الذيول إذ لا يؤمن معه إصابة النجاسة أو طهر نفسك مما يستقذر من الأفعال يقال فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بالنقاء من المعايب وفلان دنس الثياب للغادر ولأن من طهر باطنه يطهر ظاهره ظاهر والرجز بضم الراء يعقوب وسهل وحفص وغيرهم بالكسر العذاب والمراد ما يؤدي إليه فاهجر أي اثبت عل هجره لانه كان بريئا منه ولا تمنن تستكثر بالرفع وهو منصوب المحل على الحال أى لا تعط مستكثرا رائيا لما تعطيه كثيرا أو طالبا أكثر مما أعطيت فإنك مأمور بأجل الأخلاق وأشرف الآداب وهو من من عليه إذا أنعم عليه وقرأ الحسن تستكثر بالسكون جوابا للنهي ولربك ف فاصبر ولوجه الله فاستعمل الصبر على أوامره ونواهيه وكل مصبور عليه ومصبور عنه فاذا نقر في الناقور نفخ في الصور وهي النفخة الأولى وقيل الثانية فذلك إشارة إلى وقت النقر وهو مبتدأ يومئذ مرفوع المحل بدل من ذلك يوم عسير خبر كانه قيل فيوم النقر يوم عسير والفاء في فإذا للتسبيب وفي فذلك للجزاء كانه قيل اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم وتلقى عاقبة صبرك عليه والعامل في فإذا ما دل عليها الجزاء أي فإذا نقر في الناقور عسر الامر على الكافرين غير يسير وأكد بقوله غير يسير ليؤذن بأنه يسير على المؤمنين أو عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا كما يرجى تيسير العسير من أمور الدنيا ذرني ومن خلقت أي كله إلى عيني الوليد بن المغيرة وكان يلقب في قومه بالوحيد ومن خلقت معطوف أو مفعول معه وحيدا حال من الياء في ذرني أي اترني وحدي معه فإني أكفيك أمره أو من التاء في خلقت أي خلقته وحدي لم يشركني في خلقه