مكة كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ويسألون المؤمنين عنه على طريق الاستهزاء عن النبإ العظيم أي البعث وهو بيان للشأن المفخم وتقديره عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون فمنهم من يقطع بإنكاره ومنهم من يشك وقيل الضمير للمسلمين والكافرين وكانوا جميعا يتساءلون عنه فالمسلم يسأل ليزداد خشية والكافر يسأل استهزاء كلا ردع الاختلاف والتساؤل هزؤا سيعلمون وعيد لهم بأنهم سوف يعلمون عيانا أن ما يتساءلون عنه حق ثم كلا سيعلمون كرر الردع للتشديد وثم يشعر بأن الثاني أبلغ من الاول وأشد ألم نجعل الأرض لما أنكروا البعث قيل لهم ألم يخلق من أضيف إليه البعث هذه الخلائق العجيبة فلم تنكرون قدرته على البعث وما هو الا اختراع كهذه الاختراعات أو قيل لهم لم فعل هذه الأشياء والحكيم لا يفعل عبثا وإنكار البعث يؤدي إلى أنه عابث في كل ما فعل مهادا فراشا فرشناها لكم حتى سكنتموها والجبال أوتادا للأرض لئلا تميد بكم وخلفناكم أزواجا ذكر وأنثى وجعلنا نومكم سباتا قطعا لأعمالكم وراحة لأبدانكم والسبب القطع وجعلنا الليل لباسا سترا يستركم عن العيون إذا أردتم اخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه وجعلنا النهار معاشا وقت معاش تنقلبون في حوائجكم ومكاسبكم وبنينا فوقكم سبعا سبع سموات شدادا جمع شديدة أي محكمة قوية لا يؤثر فيها مرور الزمان أو غلاظا غلظ كل واحدة مسيرة خمسمائة عام وجعنا سراجا وهاجا مضيا وقادا أي جامعا للنور والحرارة والمراد الشمس وأنزلنا من المعصرات أي السحائب إذا أعصرت أي شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض أو الرياح لانها تنشىء السحاب وتدر أخلافه فيصح أن يجعل مبدأ للانزال وقد جاء أن الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب ماء ثجاجا منصبا بكثرة لنخرج به بالماء حبا كالبر والشعير ونباتا وكلأ وجنات بساتين ألفافا ملتفة الأشجار واحدها لف كجذع وأجذاع ولفيف كشريف وأشراف أولا واحد له كاوزاع أو هي جمع الجمع فهي جمع لف واللف جمع لفاء وهي شجرة مجتمعة ولا وقف من ألم نجعل إلى ألفافا والوقف الضروري على أوتادا معاشا إن يوم الفصل بين المحسن والمسييء والمحق والمبطل كان ميقاتا وقيا محدودا ومنتهى معلوما لوقوع الجزاء أو ميعادا للثواب والعقاب يوم النفخ بدل من يوم الفصل


الصفحة التالية
Icon