سورة الشرح مكية وهى ثمان آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم نشرح لك صدرك استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الانكار فأفاد اثبات الشرح فكانه قيل شرحنا لك صدرك ولذا عطف عليه وضعنا اعتبار للمعنى أى فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم حتى وسع هموم النبوة ودعوة الثقلين وأزلنا عنه الضيق والحرج الذى يكون مع العمى والجهل وعن الحسن ملئ حكمة وعلما ووضعنا عنك وزرك وخففنا عنك اعباء النبوة والقيام بأمرها وقيل هو زلة لا تعرف بعينها وهى ترك الأفضل مع اتيان الفاضل والانبياء يعاتبون بمثلها ووضعه عنه أن غفر له والوزر الحمل الثقيل الذى أنقص ظهرك أثقله حتى سمع نقيضه وهو صوت الانتقاض ورفعنا لك ذكرك ورفع ذكره ان قرن بذكر الله فى كلمة الشهادة والآذان والاقامة والخطب والتشهد وفى غير موضع من القرآن أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ومن يطع الله ورسوله والله ورسوله أحق ان يرضوه وفى تسميته رسول الله ونبى الله ومنه ذكره فى كتب الأولين وفائدة ذلك ما عرف فى طريقة الابهام والايضاح لأنه يفهم بقوله ألم نشرح لك أن ثم مشروحا ثم أوضح بقوله صدرك ما علم مبهما وكذلك لك ذكرك وعنك وزرك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا أى أن مع الشدة التى انت فيها من مقاسات بلاء المشركين يسرا باظهارى اياك عليهم حتى تغلبهم وقيل كان المشركون يعيرون رسول الله والمؤمنين بالفقر حتى سبق الى وهمه انهم رغبوا عن الاسلام لافتقار أهله فذكره ما أنعم به عليه من جلائل النعم ثم قال ان مع العسر يسرا كانه قال خولناك ما خولناك فلا تيأس من فضل الله فان مع العسر الذى أنتم فيه يسرا وجئ بلفظ مع لغاية مقاربة اليسر العسر زيادة في التسلية ولتقوية القلوب وإنما قال عليه السلام عند نزولها لن يغلب عسر يسرين لأن العسر أعيد معرفا فكان واحدا لأن المعرفة اذا أعيدت معرفة كانت الثانية عين الأولى واليسر أعيد نكرة والنكرة اذا أعيدت نكرة كانت الثانية غير الأولى فصار المعنى ان مع العسر يسرين قال أبو معاذ يقال ان مع الأمير غلاما ان مع الامير غلاما فالامير واحد ومعه غلامان واذا قال ان مع أمير غلاما وأن مع الأمير الغلام فالأمير واحد والغلام واحد وإذا قيل أن مع غلاما وأن مع أمير غلاما فهما أميران وغلامان كذا فى شرح التأويلات فاذا فرغت فانصب أى فاذا فرغت من دعوة الخلق فاجتهد فى عبادة