سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم ارايت الذى يكذب بالدين
أرأيت الذى يكذب بالدين أى هل عرفت الذى يكذب بالجزاء من هو ان لم تعرفه فذلك الذى يكذب بالجزاء هو الذى يدع اليتيم أ ىيدفعه دفعا عنيفا بجفوه وأذى ويرده ردا قبيحا بزجر وخشونة ولا يحض على طعام المسكين ولا يبعث أهله على بذل طعام المسكين جعل علم التكذيب بالجزاء منع المعروف والاقدام على إيذاء الضعيف أى لو آمن بالجزاء وأيقن بالو عين لخشى الله وعقابه ولم يقدم على ذلك فحين أقدم عليه دل أنه مكذب بالجزاء ثم وصل به قوله فويل للمصلين الذين هم عن صلوتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون يعنى بهذا المنافقين أى لا يصلونها سرا لأنهم لا يعتقدون وجوبها ويصلونها علانية رياء وقيل فويل للمنافقين الذين يدخلون أنفسهم فى جملة المصلين صورة وهم غافلون عن صلاتهم وأنهم لا يريدون بها قربة إلى ربهم ولا تأدية لفرض فهم ينخفضون ويرتفعون ولا يدرون ماذا يفعلون ويظهرون للناس أنهم يؤدون الفرائض الزكاة وما فيه منفعة وعن انس والحسن قالا الحمد لله الذى قال عن بصلاتهم ولم يقل فى صلاتهم لأن معنى عن أنهم ساهون عنها سهو ترك لها وقلة التفات إليها وذلك فعل المنافقين ومعنى فى أن السهو يعتريهم فيها بوسوسة شيطان أو حديث نفس وذلك لا يخلو عنه مسلم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقع له السهو فى صلاته فضلا عن غيره والمرا آة مفاعلة من الاراءة لأن المرائى يرائى الناس عمله وهم يرونه الثناء عليه والاعجاب به ولا يكون الرجل مرائيا باظهار الفرائض فمن حقها الاعلان بها لقوله صلى الله عليه و سلم ولا عمة فى فرائض الله والاخفاء فى التطوع أولى فإن أظهره قاصدا للافتداء به كان جميلا والماعون الزكاة وعن ابن مسعود رضى الله عنه ما يتعاور فى العادة من الفأس والقدر والدلو والمقدحة ونحوها وعن عائشة رضى الله عنها الماء والنار والملح والله أعلم