١٧ - ﴿ مثلهم ﴾ مرتفع بالابتداء وخبره إما الكاف في قوله :﴿ كمثل ﴾ لأنها اسم : أي مثل مثل كما في قول الأعشى :

( أتنتهون ولن تنهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل )
وقول امرئ القيس :
( ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا تصوب فيه العين طورا وترتقي )
أراد مثل الطعن وبمثل ابن الماء ويجوز أن يكون الخبر محذوفا : أي مثلهم مستنير كمثل فالكاف على هذا حرف والمثل : الشبه والمثلان : المتشابهان ﴿ والذي ﴾ موضوع موضع الذين : أي كمثل الذين استوقدوا وذلك موجود في كلام العرب كقول الشاعر :
( وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كلا القوم يا أم خالد )
ومنه ﴿ وخضتم كالذي خاضوا ﴾ ومنه ﴿ والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ﴾ ووقود النار : سطوعها وارتفاع لهبها ﴿ استوقد ﴾ بمعنى أوقد مثل استجاب بمعنى أجاب فالسين والتاء زائدتان قاله الأخفش ومنه قول الشاعر :
( وداع دعا يا من يجيب إلى الندا فلم يستجبه عند ذاك مجيب )
أي يجبه والإضاءة فرط الإنارة وفعلها يكون لازما ومتعديا و ﴿ ما حوله ﴾ قيل : ما زائدة وقيل : هي موصولة في محل نصب على أنها مفعول أضاءت وحوله منصوب على الظرفية و ﴿ ذهب ﴾ من الذهاب وهو زوال الشيء و ﴿ تركهم ﴾ أي أبقاهم ﴿ في ظلمات ﴾ جمع ظلمة وقرأ الأعمش بإسكان اللام على الأصل وقرأ أشهب العقيلي بفتح اللام وهي عدم النور


الصفحة التالية
Icon