وقوله : ١٣٦ - ﴿ قولوا : آمنا بالله ﴾ خطاب للمسلمين وأمر لهم بأن يقولوا هذه المقالة وقيل : إنه خطاب للكفار بأن يقولوا كذلك حتى يكونوا على الحق والأول أظهر والأسباط : أولاد يعقوب وهم اثنا عشر ولدا ولكل واحد منهم من الأولاد جماعة والسبط في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في العرب وسموا الأسباط من السبط وهو التتابع فهم جماعة متتابعون وقيل : أصله من السبط بالتحريك وهو الشجر : أي هم في الكثرة بمنزلة الشجر وقيل : الأسباط حفدة يعقوب : أي أولاد أولاده لا أولاده لأن الكثرة إنما كانت فيهم دون أولاد يعقوب في نفسه فهم أفراد لا أسباط وقوله :﴿ لا نفرق بين أحد منهم ﴾ قال الفراء : معناه لا نؤمن ببعضهم ونكفر ببعضهم كما فعلت اليهود والنصارى قال في الكشاف : وأحد في معنى الجماعة ولذلك صح دخول بين عليه
وقوله : ١٣٧ - ﴿ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ﴾ هذا الخطاب للمسلمين أيضا : أي فإن آمن أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به من جميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم فقد اهتدوا وعلى هذا فمثل زائدة كقوله :﴿ ليس كمثله شيء ﴾ وقول الشاعر :
( فصيروا مثل كعصف مأكول )
وقيل : إن المماثلة وقعت بين الإيمانين : أي فإن آمنوا بمثل إيمانكم وقال في الكشاف : إنه من باب التبكيت لأن دين الحق واحد لا مثل له وهو دين الإسلام قال : أي فإن حصلوا دينا آخر مثل دينكم مساويا له في الصحة والسداد فقد اهتدوا وقيل : إن الباء زائدة مؤكدة وقيل : إنها للاستعانة والشقاق أصله من الشق وهو الجانب كأن كل واحد من الفريقين في جانب غير الجانب الذي فيه الآخر وقيل : إنه مأخوذ من فعل ما يشق ويصعب فكل واحد من الفريقين يحرص على فعل ما يشق على صاحبه ويصح حمل الآية على كل واحد من المعنيين وكذلك قول الشاعر :
( وإلا فاعلموا أنا وأنتم | بغاة ما بقينا في شقاق ) |
وقول الآخر :( إلى كم تقبل العلماء قسرا | وتفخر بالشقاق وبالنفاق ) |
وقوله :
﴿ فسيكفيكهم الله ﴾ وعد من الله تعالى لنبيه أنه سيكفيه من عانده وخالفه من المتولين وقد أنجز له وعده بما أنزله من بأسه بقريظة والنضير وبني قينقاع