قوله : ٢٦١ - ﴿ كمثل حبة ﴾ لا يصح جعل هذا خبرا عن قوله :﴿ مثل الذين ينفقون ﴾ لاختلافهما فلا بد من تقدير محذوف أما في الأول : أي مثل نفقة الذين ينفقون أو في الثاني : أي كمثل زارع حبة والمراد بالسبع السنابل هي التي تخرج في ساق واحد يتشعب منه سبع شعب في كل شعبة سنبلة والحبة اسم لكل ما يزدرعه ابن آدم ومنه قول المتلمس :
( آليت حب العراق الدهر أطعمه | والحب يأكله في القرية السوس ) |
قوله : ٢٦٢ - ﴿ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ﴾ هذه الجملة متضمنة لبيان كيفية الإنفاق الذي تقدم أي هو إنفاق الذي ينفقون ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى : والمن هو ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها وقيل المن : التحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المعطى فيؤذيه والمن من الكبائر كما ثبت في صحيح مسلم وغيره أنه أحد الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب عظيم والأذى : السب والتطاول والتشيكي قال في الكشاف : ومعنى ثم إظهار التفاوت بين الإنفاق وترك المن والأذى وإن تركهما خير من نفس الإنفاق كما جعل الاستقامة على الإيمان خيرا من الدخول فيه بقوله :﴿ ثم استقاموا ﴾ انتهى وقد المن على الأذى لكثرة وقوعه ووسط كلمة ﴿ لا ﴾ للدلالة على سمول النفي وقوله :﴿ عند ربهم ﴾ فيه تأكيد وتشريف وقوله :﴿ ولا خوف عليهم ﴾ ظاهرة نفي الخوف عنهم في الدارين لما تفيده النكرة الواقعة في سياق النفي من الشمول وكذلك ﴿ ولا هم يحزنون ﴾ يفيد دوام انتفاء الحزن عنهم