قولبه ١٤٣ - ﴿ مذبذبين بين ذلك ﴾ المذبذب المتردد بين أمرين والذبذبة الاضطراب يقال : ذبذبه فتذبذب ومنه قول النابغة :
( ألم تر أن الله أعطاك سورة | ترى كل ملك دونها يتذبذب ) |
قوله ١٤٤ - ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ﴾ أي : لا تجعلوهم خاصة لكم وبطانة توالونهم من دون إخوانكم من المؤمنين كما فعل المنافقون من موالاتهم للكافرين ﴿ أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا ﴾ الاستفهام للتقريع والتوبيخ : أي أتريدون أن تجعلوا الله عليكم حجة بينة يعذبكم بها بسبب ارتكابكم لما نهاكم عنه من موالاة الكافرين
١٤٥ - ﴿ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ﴾ قرأ الكوفيون ﴿ الدرك ﴾ بسكون الراء وقرأ غيرهم بتحريكها قال أبو علي : هما لغتان والجمع أدراك وقيل : جمع المحرك أدراك مثل جمل وأجمال وجمع الساكن أدرك مثل فلس وأفلس قال النحاس : والتحريك أفصح والدرك : الطبقة والنار دركات سبع فالمنافق في الدرك الأسفل منها وهي الهاوية لغلظ كفره وكثرة غوائله وأعلى الدركات جهنم ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية وقد تسمى جميعها باسم الطبقة العليا أعاذنا الله من عذابها ﴿ ولن تجد لهم نصيرا ﴾ يخلصهم من ذلك الدرك والخطاب لكل من يصلح له أو للنبي صلى الله عليه و سلم