والإشارة ١٦٣ - ﴿ بذلك ﴾ إلى ما أفاده ﴿ لله رب العالمين * لا شريك له ﴾ من الإخلاص في الطاعة وجعلها لله وحده قوله :﴿ وأنا أول المسلمين ﴾ أي أول مسلمي أمته وقيل : أول المسلمين أجمعين لأنه وإن كان متأخرا في الرسالة فهو أولهم في الخلق ومنه قوله تعالى :﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ﴾ الآية والأول أولى قال ابن جرير الطبري : استدل بهذه الآية الشافعي على مشروعية افتتاح الصلاة بهذا الذكر فإن الله أمر به نبيه وأنزله في كتابه ثم ذكر حديث علي أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا قام إلى الصلاة قال :[ وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ] إلى قوله :﴿ وأنا أول المسلمين ﴾ قلت : هذا هو في صحيح مسلم مطولا وهو أحد التوجهات الواردة ولكنه مقيد بصلاة الليل كما في الروايات الصحيحة وأصح التوجهات الذي كان يلازمه النبي صلى الله عليه و سلم ويرشد إليه هو :[ اللهم باعد بيني وبين خطاياي ] إلى آخره وقد أوضحنا هذا في شرحنا للمنتقى بما لا يحتاج إلى زيادة عليه هنا
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله :﴿ إن صلاتي ﴾ قال : يعني المفروضة ﴿ ونسكي ﴾ يعني الحج وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير ﴿ ونسكي ﴾ قال : ذبيحتي وأخرجا أيضا عن قتادة ﴿ إن صلاتي ونسكي ﴾ قال : حجي وذبيحتي وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله :﴿ ونسكي ﴾ قال : ذبيحتي في الحج والعمرة وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :﴿ ونسكي ﴾ قال : ضحيتي وفي قوله :﴿ وأنا أول المسلمين ﴾ قال : من هذه الأمة وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملته وقولي إن صلاتي إلى وأنا أول المسلمين قلت يا رسول الله : هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة ؟ قال : لا بل للمسلمين عامة ]


الصفحة التالية
Icon