واللام في ٩٦ - ﴿ القرى ﴾ للعهد : أي ﴿ ولو أن أهل القرى ﴾ التي أرسلنا إليهم رسلنا ﴿ آمنوا ﴾ بالرسل المرسلين إليهم ﴿ واتقوا ﴾ ما صمموا عليه من الكفر ولم يصروا على ما فعلوا من القبائح ﴿ لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ﴾ أي يسرنا لهم خير السماء والأرض كما يحصل التيسير للأبواب المغلقة بفتح أبوابها قيل المراد بخير السماء : المطر وخير الأرض النبات والأولى حمل ما في الآية على ما هو أعم من ذلك ويجوز أن تكون اللام في القرى للجنس والمراد : لو أن أهل القرى أين كانوا وفي أي بلاد سكنوا آمنوا واتقوا إلى آخر الآية ﴿ ولكن كذبوا ﴾ بالآيات والأنبياء ولم يؤمنوا ولا اتقوا ﴿ فأخذناهم ﴾ بالعذاب بـ سبب ﴿ ما كانوا يكسبون ﴾ من الذنوب الموجبة لعذابهم
والاستفهام في ٩٧ - ﴿ أفأمن أهل القرى ﴾ للتقريع والتوبيخ وأهل القرى هم أهل القرى المذكورة قبله والفاء للعطف وهو مثل ﴿ أفحكم الجاهلية يبغون ﴾ وقيل : المراد بالقرى مكة وما حولها لتكذيبهم للنبي صلى الله عليه و سلم والحمل على العموم أولى قوله :﴿ أن يأتيهم بأسنا بياتا ﴾ أي وقت بيات وهو الليل على أنه منصوب على الظرفية ويجوز أن يكون مصدرا : بمعنى تبيتا أو مصدرا في موضع الحال : أي مبيتين وجملة ﴿ وهم نائمون ﴾ في محل نصب على الحال
والاستفهام في ٩٨ - ﴿ أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ﴾ كالاستفهام الذي قبله والضحى ضحوة النهار وهو في الأصل اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت قرأ ابن عامر والحرميان ﴿ أو أمن ﴾ بإسكان الواو وقرأ الباقون بفتحها وجملة ﴿ وهم يلعبون ﴾ في محل نصب على الحال : أي يشتغلون بما لا يعود عليهم بفائدة
والاستفهام في ٩٩ - ﴿ أفأمنوا مكر الله ﴾ للتقريع والتوبيخ وإنكار ما هم عليه من أمان ما لا يؤمن من مكر الله بهم وعقوبته لهم وفي تكرير هذا الاستفهام زيادة تقرير لإنكار ما أنكره عليهم ثم بين حال من أمن مكر الله فقال :﴿ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ﴾ أي الذين أفرطوا في الخسران ووقعوا في وعيده الشديد وقيل : مكر الله هنا هو استدراجه بالنعمة والصحة والأولى حمله على ما هو أعم من ذلك