قوله : ١٠٧ - ﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ﴾ أي وضعها على الأرض فانقلبت ثعبانا : أي حية عظيمة من ذكور الحيات ومعنى ﴿ مبين ﴾ أن كونها حية في تلك الحال أمر ظاهر واضح لا لبس فيه
١٠٨ - ﴿ ونزع يده ﴾ أي أخرجها وأظهرها من جيبه أو من تحت إبطه وفي التنزيل :﴿ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ﴾ قوله :﴿ فإذا هي بيضاء للناظرين ﴾ أي فإذا يده التي أخرجها بيضاء تتلألأ نورا يظهر لكل مبصر
١٠٩ - ﴿ قال الملأ ﴾ أي الأشراف ﴿ من قوم فرعون ﴾ لما شاهدوا انقلاب العصى حية ومصير يده بيضاء من غير سوء ﴿ إن هذا ﴾ أي موسى ﴿ لساحر عليم ﴾ أي كثير العلم بالسحر ولا تنافي بين نسبة هذا القول إلى الملأ هنا وإلى فرعون في سورة الشعراء فكلهم قد قالوه فكان ذلك مصححا لنسبته إليهم تارة وإليه أخرى
وجملة ١١٠ - ﴿ يريد أن يخرجكم من أرضكم ﴾ وصف لساحر والأرض المنسوبة إليهم هي أرض مصر : وهذا من كلام الملأ وأم ﴿ فماذا تأمرون ﴾ فقيل : هو من كلام فرعون قال : للملأ لما قالوا بما تقدم : أي بأي شيء تأمرونني وقيل : هو من كلام الملأ : أي قالوا لفرعون فبأي شيء تأمرنا وخاطبوه بما تخاطب به الجماعة تعظيما له كما يخاطب الرؤساء أتباعهم وما في موضع نصب بالفعل الذي بعدها ويجوز أنتكون ذا بمعنى الذي كما ذكره النحاة في ماذا صنعت
وكون هذا من كلام فرعون هو الأولى بدليل ما بعده وهو ١١١ - ﴿ قالوا أرجه وأخاه ﴾ قال : الملأ جوابا لكلام فرعون حيث استشارهم وطلب ما عندهم من الرأي أرجه : أي أخره وأخاه يقال : أرجأته وأرجيته : أخرته قرأ عاصم والكسائي وحمزة وأهل المدينة ﴿ أرجه ﴾ بغير همز وقرأ الباقون بالهمز وقرأ أهل الكوفة إلا الكسائي ﴿ أرجه ﴾ بسكون الهاء قال الفراء : هي لغة للعرب يقفون على الهاء في الوصل وأنكر ذلك البصريون وقيل معنى أرجه : احبسه وقيل : هو من رجا يرجو : أي أطمعه ودعه يرجوك حكاه النحاس عن محمد بن يزيد المبرد ﴿ وأرسل في المدائن حاشرين ﴾ أي أرسل جماعة حاشرين في المدائن التي فيها السحرة وحاشرين مفعول أرسل وقيل : هو منصوب على الحال
و ١١٢ - ﴿ يأتوك ﴾ جواب الأمر : أي يأتوك هؤلاء الذين أرسلتهم ﴿ بكل سحار عليم ﴾ أي بكل ماهر في السحر كثير العلم بصناعته قرأ أهل الكوفة إلا عاصم ﴿ سحار ﴾ وقرأ من عداهم ﴿ ساحر ﴾
قوله : ١١٣ - ﴿ وجاء السحرة فرعون ﴾ في الكلام طي : أي فبعث في المدائن حاشرين وجاء السحرة فرعون قوله :﴿ قالوا إن لنا لأجرا ﴾ أي فلما جاءوا فرعون قالوا له إن لنا لأجرا والجملة استئنافية جواب سؤال مقدر كأنه قيل : أي شيء قالوا له لما جاءوه ؟ والأجر الجائزة والجعل ألزموا فرعون أن يجعل لهم جعلا إن غلبوا موسى بسحرهم قرأ نافع وابن كثير ﴿ إن لنا ﴾ على الإخبار وقرأ الباقون ﴿ أإن لنا ﴾ على الاستفهام استفهموا فرعون عن الجعل الذي سيجعله لهم على الغلبة ومعنى الاستفهام التقرير وأما على القراءة الأولى فكأنهم قاطعون بالجعل وأنه لا بد لهم منه


الصفحة التالية
Icon