ثم قال لهم : ١٩٦ - ﴿ إن وليي الله الذي نزل الكتاب ﴾ أي كيف أخاف هذه الأصنام التي هذه صفتها ولي ولي ألجأ إليه وأستنصر به وهو الله عز و جل ﴿ الذي نزل الكتاب ﴾ وهذه الجملة تعليل لعدم المبالاة بها وولي الشيء هو الذي يحفظه ويقوم بنصرته ويمنع منه الضرر ﴿ وهو يتولى الصالحين ﴾ أي يحفظهم وينصرهم ويحول ما بينهم وبين أعدائهم قال الأخفش : وقرئ ﴿ إن وليي الله الذي نزل الكتاب ﴾ يعني جبرائيل قال النحاس : هي قراءة عاصم الجحدري والقراءة الأولى أبين لقوله :﴿ وهو يتولى الصالحين ﴾
قوله : ١٩٧ - ﴿ والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ﴾ كرر سبحانه هذا لمزيد التأكيد والتقرير ولما في تكرار التوبيخ والتقريع من الإهانة للمشركين والتنقص بهم وإظهار سخف عقولهم وركاكة أحلامهم
١٩٨ - ﴿ وتراهم ينظرون إليك ﴾ جملة مبتدأة لبيان عجزهم أو حالية : أي والحال أنك تراهم ينظرون إليك حال كونهم لا يبصرون والمراد : الأصنام إنهم يشبهون الناظرين ولا أعين لهم يبصرون بها قيل : كانوا يجعلون للأصنام أعينا من جواهر مصنوعة فكانوا بذلك في هيئة الناظرين ولا يبصرون وقيل المراد بذلك المشركون أخبر الله عنهم بأنهم لا يبصرون حين لم ينتفعوا بأبصارهم وإن أبصروا بها غير ما فيه نفعهم
وقد أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : يجاء بالشمس والقمر حتى يلقيا بين يدي الله تعالى ويجاء بمن كان يعبدهما فيقال :﴿ ادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ﴾ وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله :﴿ وتراهم ينظرون إليك ﴾ قال : هؤلاء المشركون وأخرج هؤلاء أيضا عن مجاهد في قوله :﴿ وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ﴾ ما يدعوهم إليه من الهدى