قرأ الأعرج والضحاك ٩٠ - ﴿ المعذرون ﴾ بالتخفيف من أعذر ورواها أبو كريب عن أبي بكر عن عاصم ورواها أصحاب القراءات عن ابن عباس قال في الصحاح : وكان ابن عباس يقرأ :﴿ وجاء المعذرون ﴾ مخففة من أعذر ويقول : والله هكذا أنزلت قال النحاس : إلا أن مدارها على الكلبي وهي من أعذر : إذا بالغ في العذر ومنه من أنذر فقد أعذر أي بالغ في العذر وقرأ الجمهور المعذرون بالتشديد ففيه وجهان أحدهما أن يكون أصله المعتذرون فأدغمت التاء في الذال وهم الذين لهم عذر ومنه قول لبيد :
( إلى الحول ثم اسم السلام عليكما | ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر ) |
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ وجاء المعذرون من الأعراب ﴾ أي أهل العذر منهم وروى ابن أبي حاتم عنه نحو ذلك وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عنه أيضا أنه كان يقول : لعن الله المعذرين ويقرأ بالتشديد كأن الأمر عنده أن المعذر بالتشديد : هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن إسحاق في قوله :﴿ وجاء المعذرون من الأعراب ﴾ قال : ذكر لي أنهم نفر من بني غفار جاءوا فاعتذروا منهم خفاف بن إيماء وقيل لهم : رهط عامر بن الطفيل قالوا : إن غزونا معك أغارت أعراب طيئ على أهالينا ومواشينا