ويمكن أن يكون هذا النهي له تعريضا لغيره كما في مواطن من الكتاب العزيز وهكذا القول في نهيه صلى الله عليه و سلم عن التكذيب بآيات الله فإن الظاهر فيه التعريض ولا سيما بعد تعقيبه بقوله : ٩٥ - ﴿ فتكون من الخاسرين ﴾ وفي هذا التعريض من الزجر للممترين والمكذبين ما هو أبلغ وأوقع من النهي لهم أنفسهم لأنه إذا كان بحيث ينهى عنه من لا يتصور صدوره عنه فكيف بمن يمكن منه ذلك
قوله : ٩٦ - ﴿ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ﴾ قد تقدم مثله في هذه السورة والمعنى : أنه حق عليهم قضاء الله وقدره بأنهم يصرون على الكفر ويموتون عليه لا يقع منهم الإيمان بحال من الأحوال وإن وقع منهم ما صورته صورة الإيمان كمن يؤمن منهم عند معاينة العذاب فهو في حكم العدم


الصفحة التالية
Icon