٩٢ - ﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين ﴾ أي لنسألن هؤلاء الكفرة أجمعين يوم القيامة عما كانوا يعملون في الدنيا من الأعمال التي يحاسبون عليها ويسألون عنها وقيل إن المراد سؤالهم عن كلمة التوحيد
والعموم في ٩٣ - ﴿ عما كانوا يعملون ﴾ يفيد ما هو أوسع من ذلك وقيل إن المسؤولين ها هنا هم جميع المؤمنين والعصاة والكفار ويدل عليه قوله :﴿ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ﴾ وقوله :﴿ وقفوهم إنهم مسؤولون ﴾ وقوله :﴿ إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ﴾ ويمكن أن يقال : إن قصر هذا السؤال على المذكورين في السياق وصرف العموم إليهم لا ينافي سؤال غيرهم
٩٤ - ﴿ فاصدع بما تؤمر ﴾ قال الزجاج : يقول أظهر ما تؤمر به أخذ من الصديع وهو الصبح انتهى وأصل الصدع الفرق والشق يقال صدعته فانصدع : أي انشق وتصدع القوم : أي تفرقوا ومنه ﴿ يومئذ يصدعون ﴾ أي يتفرقون قال الفراء : أراد فاصدع بالأمر : أي أظهر دينك فما مع الفعل على هذا بمنزلة المصدر وقال ابن الأعرابي : معنى اصدع بما تؤمر : أي اقصد وقيل فاصدع بما تؤمر : أي فرق جمعهم وكلمتهم بأن تدعوهم إلى التوحيد فإنهم يتفرقون والأولى أن الصدع الإظهار كما قاله الزجاج والفراء وغيرهم قال النحويون : المعنى بما تؤمر به من الشرائع وجوزوا أن تكون مصدرية : أي بأمرك وشأنك قال الواحدي : قال المفسرون : أي اجهر بالأمر : أي بأمرك بعد إظهار الدعوة وما زال النبي صلى الله عليه و سلم مستخفيا حتى نزلت هذه الآية ثم أمره سبحانه بعد أمره بالصدع بالإعراض وعدم الالتفات إلى المشركين فقال :﴿ وأعرض عن المشركين ﴾ أي لا تبال بهم ولا تلتفت إليهم إذا لاموك على إظهار الدعوة