الدراسات القرآنية
يواجه الباحث المتخصص في علوم القرآن كثيراً من العناء حين يحتاج إلى مادة قرآنية، أو معلومة في القرآن، أو أن يتعرف على مفهوم قرآني، أو لفظة قرآنية معينة، فلا يجد عملا مرجعياً دقيقاً غير أعمال قام بها مستشرقون ارتكبوا فيها من الأخطاء، وبثوا فيها من الشبهات ما يجعل الرجوع إليها أمراً يحفّه خطر الانزلاق.
وفي الوقت الذي قصّر فيه العلماء المسلمون في خدمة القرآن الكريم وتيسير سبل البحث فيه نجد أن علماء اليهود والنصارى خدموا كتبهم المحرَّفة خدمة علمية بحثية جيدة، ففي القرون الثلاثة الأخيرة صدرت عنهم مئات الكتب المرجعية التي تخدم البحث في مجال كتب العهد القديم، والعهد الجديد والتلمود، وكذلك ظهرت عشرات من دوائر المعارف والموسوعات، والمعاجم اللغوية والفهارس والمداخل والقوائم الببليوجرافية.
ومن هنا برزت فكرة إنشاء مركز للدراسات القرآنية في المجمع في عام ١٤١٦هـ، حدِّدت أهدافه في:
إجراء الدراسات والبحوث في مجال القرآن الكريم.
توفير الأعمال المرجعية لخدمة البحث في القرآن الكريم، مثل: الأعمال المعجمية التي ترصد ألفاظ القرآن، وتشرحها لغوياً، واصطلاحياً، وتحدد أماكن ورودها في القرآن الكريم، والأماكن وأسماء الحيوان والنبات والمعادن وألفاظ الحضارة والتاريخ والمعاجم الشارحة للغريب والمعرَّب في ضوء المعرفة الحديثة باللغات القديمة.
وكذلك إصدار الأعمال المرجعية الأخرى، مثل دائرة معارف القرآن الكريم، وموسوعات القرآن المختلفة، والمداخل التفسيرية للقرآن الكريم، والقوائم الببليوجرافية للبحوث القرآنية، والفهارس للأعمال المخطوطة والمطبوعة، والتفاسير الحديثة الموسَّعة والمختصرة.
إنشاء دائرة معارف إسلامية بواسطة كتَّاب مسلمين والعمل على ترجمتها إلى اللغات المختلفة.
تحديث الدراسات القرآنية في العالم الإسلامي، وذلك من خلال الاستفادة من التقدم العلمي الحديث، وما نتج عنه من ثروة في المعرفة والمعلومات والوسائل والأدوات، والمناهج، والاستفادة على وجه الخصوص من زيادة المعرفة الإنسانية وتقدمها في مجال التاريخ والحضارة والديانات واللغات القديمة.
تخليص التفسير القرآني من الانحرافات والإسرائيليات والتفاسير الخاطئة، وإصدار أعمال تفسيرية جديدة خالية من الإسرائيليات والأفكار الأجنبية المنحرفة.
بيان أصالة المفاهيم القرآنية والاستفادة من القرآن الكريم في تأصيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبيان التوجيه القرآني للعلوم.
عمل الدراسات الخاصة ببيان الإعجاز القرآني في ضوء المعرفة الحديثة والتقدم العلمي الحديث.
جمع المعلومات حول القرآن الكريم من بحوث ومقالات، وتقارير وندوات ومؤتمرات، ووثائق ومخطوطات، وفهارس وترجمات وأعلام، وتكوين شعبة للمعلومات القرآنية.
إعداد المادة الصالحة للتعريف بالقرآن الكريم في أسلوب عصري يُراعى فيه حسن العرض والإيجاز وجمال الإخراج؛ لتعريف المسلمين وغير المسلمين بالمفاهيم القرآنية.
دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم دراسة نقدية، تهتم ببيان أخطائهم وشبهاتهم وتفنيدها.
إعداد مجموعة مختارة من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية وتأهيلهم لغويًّا وعلميًّا، وذلك لتكوين قاعدة علمية إسلامية لخدمة بحوث القرآن الكريم.
عقد المؤتمرات والندوات والدورات العلمية في علوم القرآن الكريم لخدمة أهداف المركز.
وللمركز مجلس علمي يشرف على أعماله العلمية، ويقوم بوضع الخطط، والبرامج والمشروعات العلمية، وتلقِّي المقترحات وإصدار التوصيات بشأنها وغيرها من المهام.
ويتكون من الوحدات البحثية التالية:
وحدة الدراسات اللغوية والأعمال المرجعية.
وحدة دائرة المعارف القرآنية.
وحدة دائرة المعارف الإسلامية.
وحدة بحوث التفسير.
وحدة تحقيق التراث.
وحدة الدراسات القرآنية عند المستشرقين.
كما أن له هياكله العلمية والإدارية المختلفة التي تساعد على تحقيق أهدافه، وبنيت فيه مكتبة متخصصة زُوِّدت بأمهات المصادر في القرآن الكريم وعلومه، ويسعى إلى تأسيس مكتبات نوعية متخصصة، تقوم على خدمة الوحدات البحثية، وتأسيس وحدة معلومات تجمع كل ما يتعلق بالقرآن الكريم.
ويعكف المركز في الوقت الحالي على إصدار " فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم"، الذي سيظهر قريبًا إن شاء الله تعالى، كما يعكف على تحقيق كتاب " الإتقان " للسيوطي.
كما أنه أسهم إسهامًا فاعلا في إصدار "التفسير الميسَّر"، وهو أحدث عمل صدر من المجمع، اشترك في إعداده عدد من العلماء بإشراف ومتابعة معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع سابقًا، وقد روعي في إعداده الضوابط التالية:
١. تقديم ما صح من التفسير بالمأثور عن غيره.
٢. الاقتصار في النقل على القول الصحيح، أو الأرجح.
٣. إبراز الهداية القرآنية، ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
٤. كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة أثناء التفسير.
٥. كون التفسير بالقدْر الذي تتسع له حاشية ((مصحف المدينة النبوية)).
٦. وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
٧. إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار إلا ما دعت إليه الضرورة.
٨. كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
٩. تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
١٠. مراعاة المفسِّر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
١١. تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
١٢. تفسير كل آية على حدة، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية كل آية رقمها.
وكوّنت لجنتان، واحدة في المجمع والأخرى في الوزارة برئاسة معالي الوزير، لمراجعة عمل المفسرين والتدقيق فيه والتأكد من التقيد بما حدد له من ضوابط.
وطبع هذا التفسير طبعة أنيقة بثلاثة أحجام: كبير، ووسط، وصغير، وكان الإقبال عليه شديدًا، والانطباع عنه طيبًا، حتى إن الطبعة الأولى منه نفدت فور صدورها، ويجري العمل في الوقت الحالي على طباعته طبعة ثانية.