وجميع الكلمات المجزومة الخمسة عشر توصل بالياء إلا كلمتين يرضه ويره فإنهما يوصلان بالواو، وفي أرجئه الوجهان من وصل هامزا فبالواو وغير الهامز يصل بالياء، وقوله: جوادا حال من فاعل صلها، والريب الشك، وقوله: لتوصل من محاسن الكلام.
باب المد والقصر:
المد في الباب: عبارة عن زيادة المد في حروف المد لأجل همزة أو ساكن. والقصر: ترك الزيادة من المد، وقد يستعمل المد في إثبات حرف المد والقصر في حذفه، وذلك يأتي في فرش الحروف نحو: ومد أنا في الوصل، وفي "حاذرون" المد، وقصر: ﴿آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا﴾ ١.
وآتاكم فقصر حفيظا، ومعنى القصر: المنع؛ من قولهم قصرت فلانا عن حاجته: أي منعته منها؛ ومنه:
﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ ٢.
فلهذا سمي منع المد قصرا، والله أعلم.
١٦٨-
إِذَا أَلِفٌ أَوْ يَاؤُهَا بَعْدَ كَسْرَةٍ | أَوِ الْوَاوُ عَنْ ضَمّ لَقِي الْهَمْزَ طُوِّلا |
وأما أختاها فبشرطين: أحدهما السكون، والثاني أن يكون حركة ما قبلهما من جنسهما قبل الياء كسرة وقبل الواو ضمة، فحينئذ يكونان حرفي مد نحو قال وقيل ويقول ينطق في هذه الثلاثة بعد القاف بمدة ثم لام.
فإذا اتفق وجود همز بعد أحد هذه الحروف طول ذلك المد استعانة على النطق بالهمز محققا وبيانا لحرف المد خوفا من سقوطه عند الإسراع؛ لخفائه وصعوبة الهمز بعده وهذا عام لجميع القراء إذا كان ذلك في كلمة واحدة نص على ذلك جماعة من العلماء المصنفين في علم القراءات من المغاربة والمشارقة.
١ سورة الروم، آية: ٣٩.
٢ سورة الرحمن، آية: ٧٢.
٢ سورة الرحمن، آية: ٧٢.