٩٦ - ﴿ آتوني زبر الحديد ﴾ أي أعطوني وناولوني وزبر الحديد جمع زبرة وهي القطعة قال الخليل : الزبرة من الحديد القطعة الضخمة قال الفراء : معنى ﴿ آتوني زبر الحديد ﴾ إئتوني بها فلما ألقيت الياء زيدت ألفا وعلى هذا فانتصاب زبر بنزع الخافض ﴿ حتى إذا ساوى بين الصدفين ﴾ والصدفان : جانبا الجبل قال الأزهري : يقال لجانبي الجبل صدفان إذا تحاذيا لتصادفهما : أي تلاقيهما وكذا قال أبو عبيدة والهروي قال الشاعر :
( كلا الصدفين ينفده سناها | توقد مثل مصباح الظلام ) |
٩٧ - ﴿ فما اسطاعوا ﴾ أصله استطاعوا فلما اجتمع المتقاربان وهما التاء والطاء خففوا بالحذف قال ابن السكيت : يقال ما أستطيع وما أسطيع وما أستيع وبالتخفيف قرأ الجمهور وقرأ حمزة وحده ﴿ فما اسطاعوا ﴾ بتشديد الطاء كأنه أراد استطاعوا فأدغم التاء في الطاء وهي قراءة ضعيفة الوجه قال أبو علي الفارسي : هي غير جائزة وقرأ الأعمش فما استطاعوا على الأصل ومعنى ﴿ أن يظهروه ﴾ أن يعلوه : أي فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا على ذلك الردم لارتفاعه وملاسته ﴿ وما استطاعوا له نقبا ﴾ يقال نقبت الحائط : إذا خرقت فيه خرقا فخلص إلى ما وراءه قال الزجاج : ما قدروا أن يعلوا عليه لارتفاعه وانملاسه وما استطاعوا أن ينقبوه من أسفله لشدته وصلابته