سورة الأنبياء
وهي مكية قال القرطبي في قول الجميع وهي مائة واثنتا عشرة آية
وأخرج البخاري وغيره عن ابن مسعود قال : بنو إسرائيل والكهف ومريم والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب فأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه الرجل فقال : إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه و سلم واديا ما في العرب واد أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من عبدك فقال عامر : لا حاجة لي في قطعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا ﴿ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ﴾
يقال قرب الشيء واقترب وقد اقترب الحساب : أي قرب الوقت الذي يحاسبون فيه قال الزجاج : المعنى ١ - ﴿ اقترب للناس ﴾ وقت ﴿ حسابهم ﴾ أي القيامة كما في قوله :﴿ اقتربت الساعة ﴾ واللام في للناس متعلقة بالفعل وتقديمها هي ومجرورها على الفاعل لإدخال الروعة ومعنى اقتراب وقت الحساب : دنوه منهم لأنه في كل ساعة أقرب إليهم من الساعة التي قبلها وقيل لأن كل ما هو آت قريب وموت كل إنسان قيام ساعته والقيامة أيضا قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان فما بقي من الدنيا أقل مما مضى والمراد بالناس العموم وقيل المشركون مطلقا وقيل كفار مكة وعلى هذا الوجه قيل المراد بالحساب : عذابهم يوم بدر وجملة ﴿ وهم في غفلة معرضون ﴾ في محل نصب على الحال : أي هم في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة غير متأهبين بما يجب عليهم من الإيمان بالله والقيام بفرائضه والانزجار عن مناهيه
وأمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال : ٤ - ﴿ قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ﴾ أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما وفي مصاحف أهل الكوفة ﴿ قال ربي ﴾ أي قال محمد : ربي يعلم القول فهو عالم بما تناجيتم به قيل القراءة الأولى أولى لأنهم أسروا هذا القول فأطلع الله رسول صلى الله عليه و سلم على ذلك وأمره أن يقول لهم هذا قال النحاس : والقراءتان صحيحتان وهما بمنزلة آيتين ﴿ وهو السميع ﴾ لكل ما يسمع ﴿ العليم ﴾ بكل معلوم فيدخل في ذلك ما أسروا دخولا أوليا


الصفحة التالية
Icon