٣٥ - ﴿ قال سنشد عضدك بأخيك ﴾ أي نقويك به فشد العضد كناية عن التقوية ويقال في دعاء الخير : شد الله عضدك وفي ضده : فت الله في عضدك قرأ الجمهور ﴿ عضدك ﴾ بفتح العين وقرأ الحسين وزيد بن علي بضمها وروي عن الحسن أيضا أنه قرأ بضمة وسكون وقرأ عيسى بن عمر بفتحهما ﴿ ونجعل لكما سلطانا ﴾ أي حجة وبرهانا أو تسلطا عليه وعلى قومه ﴿ فلا يصلون إليكما ﴾ بالأذى ولا يقدرون على غلبتكما بالحجة و ﴿ بآياتنا ﴾ متعلق بمحذوف : أي تمتنعان منهم بآياتنا أو اذهبا بآياتنا وقيل الباء للقسم وجوابه يصلون وما أضعف هذا القول وقال الأخفش وابن جرير : في الكلام تقديم وتأخير والتقدير ﴿ أنتما ومن اتبعكما الغالبون ﴾ بآياتنا وأول هذه الودوه أولاها وفي ﴿ أنتما ومن اتبعكما الغالبون ﴾ تبشير لهما وتقوية لقلوبهما
٣٦ - ﴿ فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ﴾ البينات الواضحات الدلالة وقد تقدم وجه إطلاق الآيات وهي جمع على العصا واليد في سورة طه ﴿ قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ﴾ أي مختلق مكذوب اختلقته من قبل نفسك ﴿ وما سمعنا بهذا ﴾ الذي جئت به من دعوى النبوة أو ما سمعنا بهذا السحر ﴿ في آبائنا الأولين ﴾ أي كائنا أو واقعا في آبائنا الأولين
٣٧ - ﴿ وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ﴾ يريد نفسه وإنما جاء بهذه العبارة لئلا يصرح لهم بما يريده قبل أن يوضح لهم الحجة والله أعلم قرأ الجمهور ﴿ وقال موسى ﴾ بالواو وقرأ مجاهد وابن كثير وابن محيصن ﴿ قال موسى ﴾ بلا واو وكذلك هو في مصاحف أهل مكة وقرأ الكوفيون إلا عاصما ﴿ من تكون له عاقبة الدار ﴾ بالتحتية على أن اسم يكون عاقبة الدار والتذكير لوقوع الفصل ولأنه تأنيث مجازي وقرأ الباقون ﴿ تكون ﴾ بالفوقية وهي أوضح من القراءة الأولى والمراد بالدار هنا الدنيا وعاقبتها هي الدار الآخرة والمعنى : لمن تكون له العاقبة المحمودة والضمير في ﴿ إنه لا يفلح الظالمون ﴾ للشأن : أي إن الشأن أنه لا يفلح الظالمون : أي لا يفوزون بمطلب خير ويجوز أن يكون المراد بالعاقبة الدار خاتمة الخير


الصفحة التالية
Icon