٨٠ - ﴿ وقال الذين أوتوا العلم ﴾ وهم أحبار بني إسرائيل قالوا للذين تمنوا ﴿ ويلكم ثواب الله خير ﴾ أي ثواب الله في خير مما تمنونه ﴿ لمن آمن وعمل صالحا ﴾ فلا تمنوا عرض الدنيا الزائل الذي لا يدوم ﴿ ولا يلقاها ﴾ أي هذه الكلمة التي تكلم بها الأحبار وقيل الضمير يعود إلى الأعمال الصالحة وقيل إلى الجنة ﴿ إلا الصابرون ﴾ على طاعة الله والمصبرون أنفسهم عن الشهوات
٨١ - ﴿ فخسفنا به وبداره الأرض ﴾ يقال : خسف المكان يخسف خسوفا : ذهب في الأرض وخسف به الأرض خسفا : أي غاب فيها والمعنى : أن الله سبحانه غيبه وغيب داره في الأرض ﴿ فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله ﴾ أي ما كان له جماعة يدفعون ذلك عنه ﴿ وما كان ﴾ هو في نفسه ﴿ من المنتصرين ﴾ من الممتنعين مما نزل به من الخسف
٨٢ - ﴿ وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ﴾ أي منذ زمان قريب ﴿ يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ﴾ أي يقول كل واحد منهم متندما على ما فرط منه من التمني قال النحاس : أحسن ما قيل في هذا ما قاله الخليل وسيبويه ويونس والكسائي أن القوم تنبهوا فقالوا : وي والمتندم من العرب يقول في خلال ندمه وي قال الجوهري : وي كلمة تعجب ويقال ويك وقد تدخل وي على كأن المخففة والمشددة ويكأن الله قال الخليل : هي مفصولة تقول وي ثم تبتدئ فيقول كأن وقال الفراء : هي كلمة تقرير كقولك : أما ترى صنع الله وإحسانه وقيل هي كلمة تنبيه بمنزلة ألا وقال قطرب : إنما وهو ويلك فأسقطت لامه ومنه قول عنترة :

( ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها قول الفوارس ويك عنتر أقدم )
وقال ابن الأعرابي : معنى ويكأن الله : أعلم أن الله وقال القتيبي : معناها بلغة حمير رحمة وقيل هي بمعنى ألم تر وروي عن الكسائي أنه قال : هي كلمة تفجع ﴿ لولا أن من الله علينا ﴾ برحمته وعصمنا من مثل ما كان عليه قارون من البطر والبغي ولم يؤاخذنا بما وقع منا من ذلك التمني و ﴿ لخسف بنا ﴾ كما خسف به قرأ حفص ﴿ لخسف ﴾ مبينا للفاعل وقرأ الباقون مبنيا للمفعول ﴿ ويكأنه لا يفلح الكافرون ﴾ أي لا يفوزون بمطلب من مطالبهم


الصفحة التالية
Icon