٢ - ﴿ فالحاملات وقرا ﴾ هي السحاب تحمل الماء كما تحمل ذوات الأربع الوقر وانتصاب وقرا على أنه مفعول به كما يقال حمل فلان عدلا ثقيلا قرأ الجمهور ﴿ وقرا ﴾ بكسر الواو اسم ما يوقر : أي يحمل وقرئ بفتحها على أنه مصدر والعامل فيه اسم الفاعل أو على تسمية المحمول بالمصدر مبالغة
٣ - ﴿ فالجاريات يسرا ﴾ هي السفن الجارية في البحر بالرياح جريا سهلا وانتصاب يسرا على المصدرية أو صفة لمصدر محذوف أو على الحال : أي جريا ذا يسر وقيل هي الرياح وقيل السحاب والأول أولى واليسر : السهل في كل شيء
٤ - ﴿ فالمقسمات أمرا ﴾ هي الملائكة التي تقسم الأمور قال الفراء : تأتي بأمر مختلف : جبريل بالغلظة وميكائيل صاحب الرحمة وملك الموت يأتي بالموت وقيل تأتي بأمر مختلف من الجدب والخصب والمطر والموت والحوادث وقيل هي السحب التي يقسم الله بها أمر العباد وقيل إن المراد بالذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات الرياح فإنها توصف بجميع ذلك لأنها تذرو التراب وتحمل السحاب وتجري في الهواء وتقسم الأمطار وهو ضعيف جدا وانتصاب أمرا على المفعول به وقيل على الحال : أي مأمورة والأول أولى
٥ - ﴿ إنما توعدون لصادق ﴾ هذا جواب القسم : أي إنما توعدون من الثواب والعقاب لكائن لا محالة وما يجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف وأن تكون مصدرية ووجه تخصيص هذه الأمور بالإقسام بها كونها أمورا بديعة مخالفة لمقتضى العادة فمن قدر عليها فهو قادر على البعث الموعود به
٦ - ﴿ وإن الدين لواقع ﴾
٧ - ﴿ والسماء ذات الحبك ﴾ قرأ الجمهور ﴿ الحبك ﴾ بضم الحاء والباء وقرئ بضم الحاء وسكون الباء وبكسر الحاء وفتح الباء وبكسر الحاء وضم الباء قال ابن عطية : هي لغات والمراد بالسماء هنا هي المعروفة وقيل المراد بها السحاب والأول أولى
واختلف المفسرون في تفسير الحبك فقال مجاهد وقتادة والربيع وغيرهم : المعنى ذات الخلق المستوي الحسن قال ابن الأعرابي : كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد حبكته واحتبكته وقال الحسن وسعيد بن جبير : ذات الزينة وروي عن الحسن أيضا أنه قال : ذات النجوم وقال الضحاك : ذات الطرائق وبه قال الفراء يقال لما تراه من الماء والرمل إذا أصابته الريح حبك قال الفراء : الحبك بكسر : كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة والماء إذا مرت به الريح ويقال لدرع الحديد حبك ومنه قول الشاعر :
( كأنما... جللها الحواك طنفسة في وشيها حباك )
أي طرق وقيل الحبك الشدة والمعنى : والسماء ذات الشدة والمحبوك الشديد الخلق من فرس أو غيره ومنه قول الشاعر :
( قد غدا يحملني في أنفه... لاحق الأطلين محبوك ممر )
وقال الآخر :
( مرج الدين فأعددت له... مشرف الحارك محبوك الكتد )
قال الواحدي بعد حكاية القول الأول : هذا قول الأكثرين


الصفحة التالية
Icon