٨ - ﴿ إنكم لفي قول مختلف ﴾ هذا جواب القسم بالسماء ذات الحبك : أي إنكم يا أهل مكة لفي قول مختلف متناقض في محمد صلى الله عليه و سلم بعضكم يقول إنه شاعر وبعضكم يقول إنه ساحر وبعضكم يقول إنه مجنون ووجه تخصيص القسم بالسماء المتصفة بتلك الصفة تشبيه أقوالهم في اختلافها باختلاف طرائق السماء واستعمال الحبك في الطرائق هو الذي عليه أهل اللغة وإن كان الأكثر من المفسرين على خلافه على أنه يمكن أن ترجع تلك الأقوال في تفسير الحلك إلى هذا وذلك بأن يقال : إن ما في السماء من الطرائق يصح أن يكون سببا لمزيد حسنها واستواء خلقها وحصول الزينة فيها ومزيدة القوة لها وقيل إن المراد بكونهم في قول مختلف أن بعضهم ينفي الحشر وبعضهم يشك فيه وقيل كونهم يقرون أن الله خالقهم ويعبدون الأصنام
٩ - ﴿ يؤفك عنه من أفك ﴾ أي يصرف عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه و سلم وبما جاء به أو عن الحق وهو البعث والتوحيد من صرف وقيل يصرف عن ذلك الاختلاف من صرفه الله عنه بالعصمة والتوفيق يقال أفكه يأفكه إفكا : أي قبله عن الشيء وصرفه عنه ومنه قوله تعالى :﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا ﴾ وقال مجاهد : يؤفن عنه من أفن والأفن فساد العقل وقيل يحرمه من حرم وقال قطرب : يجدع عنه من جدع وقال اليزيدي : يدفع عنه من دفع
١٠ - ﴿ قتل الخراصون ﴾ هذا دعاء عليهم وحكى الواحدي عن المفسرين جميعا أن المعنى : لعن الكذابون قال ابن الأنباري : والقتل إذا أخبر به عن الله كان بمعنى اللعن لأن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك قال الفراء : معنى قتل لعن والخراصون الكذابون الذي يتخرصون فيما لا يعلمون فيقولون : إن محمدا مجنون كذاب شاعر ساحر قال الزجاج : الخراصون هم الكذابون والخرص : حرز ما على النخل من الرطب تمرا والخراص : الذي يخرصها وليس هو المراد هنا