٣ - ﴿ هو الأول ﴾ قبل كل شيء ﴿ والآخر ﴾ بعد كل شيء : أي الباقي بعد فناء خلقه ﴿ والظاهر ﴾ العالي الغالب على كل شيء أو الظاهر وجوده بالأدلة الواضحة ﴿ والباطن ﴾ أي العالم بما بطن ومن قولهم فلان يبطن أمر فلان : أي يعلم داخلة أمره ويجوز أن يكون المعنى المحتجب عن الأبصار والعقول وقد فسر هذه الأسماء الأربعة رسول الله صلى الله عليه و سلم كما سيأتي فيتعين المصير إلى ذلك ﴿ وهو بكل شيء عليم ﴾ لا يعزب عن علمه شيء من المعلومات
٤ - ﴿ هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ﴾ هذا بيان لبعض ملكه للسموات والأرض وقد تقدم تفسيره في سورة الأعراف وفي غيرها مستوفى ﴿ يعلم ما يلج في الأرض ﴾ أي يدخل فيها من مطر وغيره ﴿ وما يخرج منها ﴾ من نبات وغيره ﴿ وما ينزل من السماء ﴾ من مطر وغيره ﴿ وما يعرج فيها ﴾ أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد وقد تقدم تفسير هذا في سورة سبأ ﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾ أي بقدرته وسلطانه وعلمه وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من بر وبحر ﴿ والله بما تعملون بصير ﴾ لا يخفى عليه من أعمالكم شيء
٥ - ﴿ له ملك السموات والأرض ﴾ هذا التكرير للتأكيد ﴿ وإلى الله ترجع الأمور ﴾ لا إلى غيره قرأ الجمهور ﴿ ترجع ﴾ مبينا للمفعول وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر على البناء للفاعل
٦ - ﴿ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ﴾ قد تقدم تفسير هذا في سورة آل عمران وفي مواضع ﴿ وهو عليم بذات الصدور ﴾ أي بضمائر الصدور ومكنوناتها لا يخفى عليه من ذلك خافية
وقد أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والترمذي والبيهقي عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تسأله خادما فقال :[ قوله : اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم وربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ] وأخرج أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة من وجه آخر مرفوعا مثل هذا في الأربعة الأسماء المذكورة وتفسيرها وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ لا يزال الناس يسألون عن كل شيء حتى يقولوا : هذا الله كان قبل كل شيء فماذا كان قبل الله ؟ فإن قالوا لكم ذلك فقولوا : هو الأول قبل كل شيء والآخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فوق كل شيء وهو الباطن دون كل شيء وهو بكل شيء عليم ] وأخرج أبو داود عن أبي زميل قال : سألت ابن عباس فقلت : ما شيء أجده في صدري قال ما هو ؟ قلت : والله لا أتكلم به قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قال وضحك قال : ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ﴾ الآية قال : وقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئا فقل : هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وأخرج ابن أبي حاتم عن ابي عباس في قوله :﴿ وهو معكم أين ما كنتم ﴾ قال : عالم بكم أينما كنتم