قوله : ١٢ - ﴿ إن الذين يخشون ربهم بالغيب ﴾ لما فرغ سبحانه من ذكر أحوال أهل النار ذكر أهل الجنة وبالغيب حال من الغاعل أو المفعول : أي غائبين عنه أو غائبا عنهم والمعنى : أنهم يخشون عذابه ولم يروه فيؤمنون به خوفا من عذابه ويجوز أن يكون المعنى : يخشون ربهم حال كونهم غائبين عن أعين الناس وذلك في خلواتهم أو المراد بالغيب كون العذاب غائبا عنهم لأنهم في الدنيا وهم إنما يكون يوم القيامة فتكون الباء على هذا سببية ﴿ لهم مغفرة ﴾ عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم ﴿ وأجر كبير ﴾ وهو الجنة ومثل هذه الآية قوله :﴿ من خشي الرحمن بالغيب ﴾
ثم عاد سبحانه إلى خطاب الكفار فقال : ١٣ - ﴿ وأسروا قولكم أو اجهروا به ﴾ هذه الجملة مستأنفة مسوقة لبيان تساوي الإسرار والجهر بالنسبة إلى علم الله سبحانه والمعنى : إن أخفيتم كلامكم أو جهرتم به في أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكل ذلك يعلمه الله لا تخفى عليه منه خافية وجملة ﴿ إنه عليم بذات الصدور ﴾ تعليل للاستواء المذكور وذات الصدور هي مضمرات القلوب