وانتصاب ٤٤ - ﴿ خاشعة أبصارهم ﴾ على الحال من ضمير يوفضون وأبصارهم مرتفة به والخشوع الذلة والخضوع : أي لا يرفعونها لما يتوقعونه من العذاب ﴿ ترهقهم ذلة ﴾ أي تغشاهم ذلة شديدة قال قتادة : هي سواد الوجوه ومنه غلام مراهق : إذا غشيه الاحتلام يقال رهقه بالكسر يرهقه رهقا : أي غشيه ومثل هذا قوله :﴿ ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ﴾ والإشارة بقوله :﴿ ذلك ﴾ إلى ما تقدم ذكره وهو مبتدأ وخبره ﴿ اليوم الذي كانوا يوعدون ﴾ أي الذي كانوا يوعدونه في الدنيا على ألسنة الرسل قد حاق بهم وحضر ووقع بهم من عذابه ما وعدهم الله به وإن كان مستقبلا فهو في حكم الذي قد وقع لتحقق وقوعه
وقد أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ فلا أقسم برب المشارق والمغارب ﴾ قال : للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس وغير مغربها بالأمس وأخرج ابن جرير عنه ﴿ إلى نصب يوفضون ﴾ قال : إلى علم يستبقون
هي تسع وعشرون آية أو ثمان وعشرون آية وهي مكية
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت سورة ﴿ إنا أرسلنا نوحا ﴾ بمكة
قوله :﴿ إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ﴾ قد تقدم أن نوحا أول رسول أرسله الله وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنون بن قينان بن شيث بن آدم وقد تقدم مدة لبثه في قومه وبيان جميع عمره وبيان السن التس أرسل وهو فيها في سورة العنكبوت ﴿ أن أنذر قومك ﴾ أي بأن أنذر على أنها مصدرية ويجوز أن تكون هي المفسرة لأن في الإرسال معنى القول وقرأ ابن مسعود أنذر بدون أن وذلك على تقدير القول : أي : فقلنا له أنذر ﴿ من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ﴾ أي عذاب شديد الألم وهو عذاب النار وقال الكلبي : هو ما نزل بهم من الطوفان


الصفحة التالية
Icon