وتسمى سورة الساهرة هي خمس وأربعون آية وقيل ست وأربعون آية
وهي مكية بلا خلاف وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة النازعات بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله
أقسم سبحانه بهذه الأشياء التي ذكرها وهي الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم كما ينزع النازع في القوس فيبلغ بها غاية المد وكذا المراد بالناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات : يعني الملائكة والعطف مع اتحاد الكل لتنزيل التغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي كما في قول الشاعر :

( إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم )
وهذا قول الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وقال السدي ١ - ﴿ النازعات ﴾ هي النفوس حين تغرق في الصدور وقال مجاهد : هي الموت ينزع النفس وقال قتادة : هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق من قولهم : نزع إليه إذا ذهب أو من قولهم نزعت بالحبل : إي إنها تغرب وتغيب وتطلع من أفق آخر وبه قال أبو عبيدة والأخفش وابن كيسان قال عطاء وعكرمة : النازعات القسي تنزع بالسهام وإغراق النازع في القوس أن يمده غاية المد حتى ينتهي به إلى النصل وقال يحيى بن سلام : تنزع بين الكلأ وتنفر وقيل أراد بالنازعات الغزاة الرماة وانتصاب ﴿ غرقا ﴾ على أنه مصدر بحذف الزوائد : أي إغراقا والناصب له ما قبله لملاقاته له في المعنى : أي إغراقا في النزاع حيث تنزعها من أقاصي الأجساد أو على الحال : أي ذوات إغراق يقال أغرق في الشيء يغرق فيه : إذا أوغل فيه وبلغ غايته


الصفحة التالية
Icon