هي تسع آيات وهي مكية بلا خلاف
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت ﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾ بمكة
الويل : هو مرتفع على الابتداء وسوغ الابتداء به مع كونه نكرة دعاء عليهم وخبره ١ - ﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾ والمعنى : خزي أو عذاب أو هلكة أو واد في جهنم لكل همزة لمزة قال أبو عبيدة والزجاج : الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس وعلى هذا هما بمعنى : وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وعطاء بن أبي رباح : الهمزة الذي يغتاب الرجل في وجهه واللمزة : الذي يغتاب من خلفه وقال قتادة عكس هذا وروي عن قتادة ومجاهد أيضا أن اللمزة : الناس في أنسابهم وروي عن مجاهد أيضا أن الهمزة : الذي يهمز الناس بيده واللمزة : الذي يلمزهم بلسانه وقال سفيان الثوري : يهمزهم بلسانه ويلمزهم بعينه وقال ابن كيسان : الهمزة : الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه ويشير بيده وبرأسه وبحاجبه والأول أولى ومنه قول زياد الأعجم :

( تدلي بود إذا لاقيتي كذبا وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه )
وقول الآخر :
( إذا لقيتك عن سخط تكاشرني وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه )
وأصل الهمزة الكسر يقال : همز رأسه كسره ومنه قول العجاج :
( ومن همزنا رأسه تهشما )
وقيل أصل الهمز واللمز : الضرب والدفع يقال : همزه يهمزه همزا ولمزه يلمزه لمزا : إذا دفعه وضربه ومنه قول الشاعر :
( ومن همزنا عزه تبركعا على استه زوبعة أو زوبعا )
البركعة : القيام على أربع يقال بركعه فتبركع : أي صرعه فوقع على استه كذا في الصحاح وبناء فعلة يدل على الكثرة فقيه دلالة على أنه يعفل ذلك كثيرا وأنه قد صار ذلك عادة له ومثله ضحكة ولعنة قرأ الجمهور ﴿ همزة لمزة ﴾ بضم أولهما وفتح الميم فيهما وقرأ الباقر والأعرج بسكون الميم فيهما وقرأ أبو وائل والنخعي والأعمش ﴿ ويل لكل همزة لمزة ﴾ والآية تعم كل من كان متصفا بذلك ولا ينافيه نزولها على سبب خاص فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب


الصفحة التالية
Icon