٢٤٧ - ﴿ وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى ﴾ كيف ﴿ يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ﴾ لأنه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا ﴿ ولم يؤت سعة من المال ﴾ يستعين بها على إقامة الملك ﴿ قال ﴾ النبي لهم ﴿ إن الله اصطفاه ﴾ اختاره للملك ﴿ عليكم وزاده بسطة ﴾ سعة ﴿ في العلم والجسم ﴾ وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا ﴿ والله يؤتي ملكه من يشاء ﴾ إيتاءه لا اعتراض عليه ﴿ والله واسع ﴾ فضله ﴿ عليم ﴾ بمن هو أهل له
٢٤٨ - ﴿ وقال لهم نبيهم ﴾ لما طلبوا منه آية على ملكه ﴿ إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ﴾ الصندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى ﴿ فيه سكينة ﴾ طمأنينة لقلوبكم ﴿ من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ﴾ وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ورضاض من الألواح ﴿ تحمله الملائكة ﴾ حال من فاعل يأتيكم ﴿ إن في ذلك لآية لكم ﴾ على ملكه ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾ فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختار من شبابهم سبعين ألفا
٢٤٩ - ﴿ فلما فصل ﴾ خرج ﴿ طالوت بالجنود ﴾ من بيت المقدس وكان الحر شديدا وطلبوا منه الماء ﴿ قال إن الله مبتليكم ﴾ مختبركم ﴿ بنهر ﴾ ليظهر المطيع منكم والعاصي وهو بين الأردن وفلسطين ﴿ فمن شرب منه ﴾ اي من ماءه ﴿ فليس مني ﴾ اي من أتباعي ﴿ ومن لم يطعمه ﴾ يذقه ﴿ فإنه مني إلا من اغترف غرفة ﴾ بالفتح والضم ﴿ بيده ﴾ فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني ﴿ فشربوا منه ﴾ لما وافوه بكثرة ﴿ إلا قليلا منهم ﴾ فاقتصروا على الغرفة روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ﴿ فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ﴾ وهم الذين اقتصروا على الغرفة ﴿ قالوا ﴾ اي الذين شربوا ﴿ لا طاقة ﴾ قوة ﴿ لنا اليوم بجالوت وجنوده ﴾ اي بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه ﴿ قال الذين يظنون ﴾ يوقنون ﴿ أنهم ملاقوا الله ﴾ بالبعث وهم الذين جاوزوه ﴿ كم ﴾ خبرية بمعنى كثير ﴿ من فئة ﴾ جماعة ﴿ قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ﴾ بإرادته ﴿ والله مع الصابرين ﴾ بالعون والنصر