قَالَ الزّجاج وَمن قَرَأَ ﴿قَالَ أعلم﴾ فتأويله أَنه يقبل على نَفسه فَيَقُول اعْلَم أَيهَا الْإِنْسَان أَن الله على كل شَيْء قدير
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿قَالَ أعلم﴾ رفعا على الْخَبَر عَن نفس الْمُتَكَلّم وحجتهم مَا رُوِيَ فِي التَّفْسِير قَالُوا لما عاين من قدرَة الله مَا عاين قَالَ ﴿أعلم أَن الله على كل شَيْء قدير﴾ قَالُوا فَلَا وَجه لِأَن يَأْمر بِأَن الله على كل شَيْء قدير وَقد عاين وَشَاهد مَا كَانَ يستفهم عَنهُ وَقَالَ الزّجاج لَيْسَ تَأْوِيل قَوْله ﴿أعلم أَن الله على كل شَيْء قدير﴾ أَنه لَيْسَ يعلم قبل مَا شَاهد وَلَكِن تَأْوِيله إِنِّي قد علمت مَا كنت أعلمهُ غيبا مُشَاهدَة
﴿قَالَ فَخذ أَرْبَعَة من الطير فصرهن إِلَيْك ثمَّ اجْعَل على كل جبل مِنْهُنَّ جُزْءا﴾
قَرَأَ حَمْزَة ﴿فصرهن إِلَيْك﴾ بِكَسْر الصَّاد أَي قطعهن وشققهن ومزقهن وَفِي الْكَلَام تَقْدِيم وَتَأْخِير يكون مَعْنَاهُ فَخذ أَرْبَعَة من الطير إِلَيْك فصرهن فَيكون إِلَيْك من صلَة خُذ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿فصرهن﴾ بِضَم الصَّاد أَي أملهن واجمعهن وَقَالَ الْكسَائي وجههن إِلَيْك قَالَ وَالْعرب تَقول صر وَجهك إِلَيّ أَي أقبل عَليّ وَاجعَل وَجهك إِلَيّ وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول ضمهن إِلَيْك وَمن وَجه قَوْله ﴿فصرهن إِلَيْك﴾ إِلَى هَذَا التَّأْوِيل كَانَ فِي الْكَلَام عِنْده مَتْرُوك وَيكون مَعْنَاهُ فَخذ أَرْبَعَة من الطير فصرهن إِلَيْك ثمَّ قطعهن ثمَّ اجْعَل على كل جبل
قَرَأَ أَبُو بكر / جزؤا / بِضَم الزَّاي وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَان الزَّاي وهما لُغَتَانِ معروفتان