بِالتَّشْدِيدِ إِلَّا كثيرا من كثير فَأَما وَاحِد من وَاحِد ف يُمَيّز على معنى يعْزل
وَحجَّة التَّشْدِيد أَن الْعَرَب للمشدد أَكثر اسْتِعْمَالا وَذَلِكَ أَنهم وضعُوا مصدر هَذَا الْفِعْل على معنى التَّشْدِيد فَقَالُوا فِيهِ التَّمْيِيز وَلم يَقُولُوا الميز فَدلَّ استعمالهم الْمصدر على بنية التَّشْدِيد فَتَأْوِيل الْكَلَام حَتَّى يُمَيّز جنس الْخَبيث من جنس الطّيب
﴿وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم بل هُوَ شَرّ لَهُم سيطوقون مَا بخلوا بِهِ﴾ ﴿وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير﴾ ١٨٠
قَرَأَ حَمْزَة / وَلَا تحسبن الَّذين يَبْخلُونَ / بِالتَّاءِ خطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ ف الَّذين فِي مَوضِع نصب على الْمَفْعُول الأول و ﴿خيرا لَهُم﴾ الْمَفْعُول الثَّانِي قَالَ أَحْمد بن يحيى الْوَجْه عندنَا بِالتَّاءِ ليَكُون للمحسبة اسْم وَخبر فَيكون ﴿الَّذين﴾ نصبا باسم المحسبة و ﴿هُوَ خيرا لَهُم﴾ خَبرا وَالْمعْنَى لَا تحسبن بخل الباخلين خيرا لَهُم فَأَقَامَ الباخلين مقَام بخلهم وَإِذا قَرَأت بِالْيَاءِ لم تأت للمحسبة باسم فَلذَلِك اخترنا التَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿وَلَا يَحسبن﴾ بِالْيَاءِ مَوضِع ﴿الَّذين﴾ رفع و ﴿يَبْخلُونَ﴾ صلَة الَّذين والم الأول مصدر مَحْذُوف وَهُوَ الْبُخْل دلّ ﴿يَبْخلُونَ﴾ عَلَيْهِ الْمَعْنى وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ