وَحجَّة أُخْرَى هِيَ إِنَّمَا اخْتَارُوا الِانْقِطَاع عَن الْكَلَام الأول والاستئناف ب الجروح لِأَن خبر الجروح يتَبَيَّن فِيهِ الْإِعْرَاب وَخبر الِاسْم الأول مثل خبر الِاسْم الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس فَأشبه الْكَلَام بعضه بَعْضًا ثمَّ استأنفوا الجروح فَقَالُوا ﴿والجروح قصاص﴾ لِأَنَّهُ لم يكن خبر الجروح يشبه أَخْبَار مَا تقدمه فَعدل بِهِ إِلَى الِاسْتِئْنَاف
وَحجَّة الْكسَائي فِي ذَلِك صِحَة الْخَبَر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ أَنه قَرَأَ ﴿وَالْعين بِالْعينِ وَالْأنف بالأنف﴾ كلهَا بِالرَّفْع قَالَ الزّجاج رَفعه على وَجْهَيْن على الْعَطف على مَوضِع ﴿النَّفس بِالنَّفسِ﴾ وَالْعَامِل فِيهَا الْمَعْنى وكتبنا عَلَيْهِم النَّفس أَي قُلْنَا لَهُم النَّفس وَيجوز أَن يكون ﴿وَالْعين بِالْعينِ﴾ على الِاسْتِئْنَاف وَعند الْفراء أَن الرّفْع أَجود الْوَجْهَيْنِ وَذَلِكَ لمجيء الِاسْم الثَّانِي بعد تَمام خبر الأول وَذَلِكَ مثل قَوْلك إِن عبد الله قَائِم وَزيد قَاعد وَقد أَجمعُوا على الرّفْع فِي قَوْله ﴿إِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين﴾ فَكَانَ إِلْحَاق مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ أولى
قَرَأَ نَافِع ﴿وَالْأُذن بالأذن﴾ سَاكِنة الذَّال فِي جَمِيع الْقُرْآن كَأَنَّهُ استثقل الضمتين فِي كلمة وَاحِدَة فأسكن وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ على أصل الْكَلِمَة
﴿وليحكم أهل الْإِنْجِيل بِمَا أنزل الله فِيهِ﴾
قَرَأَ حَمْزَة ﴿وليحكم أهل الْإِنْجِيل﴾ بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم جعل اللَّام لَام كي وَنصب الْفِعْل بهَا وَكَأَنَّهُ وَجه معنى ذَلِك إِلَى


الصفحة التالية
Icon