٨٨ - ﴿ وترى الجبال ﴾ تبصرها وقت النفخة ﴿ تحسبها ﴾ تظنها ﴿ جامدة ﴾ واقفة مكانها لعظمها ﴿ وهي تمر مر السحاب ﴾ المطر إذا ضربته الريح أي تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا ﴿ صنع الله ﴾ مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله أي صنع الله ذلك صنعا ﴿ الذي أتقن ﴾ أحكم ﴿ كل شيء ﴾ صنعه ﴿ إنه خبير بما تفعلون ﴾ بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
٨٩ - ﴿ من جاء بالحسنة ﴾ أي لا إله إلا الله يوم القيامة ﴿ فله خير ﴾ ثواب ﴿ منها ﴾ أي بسببها وليس للتفضيل إذا لا فعل خير منها وفي آية أخرى ﴿ عشر أمثالها ﴾ ﴿ وهم ﴾ الجاءون بها ﴿ من فزع يومئذ ﴾ بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم ﴿ آمنون ﴾
٩٠ - ﴿ ومن جاء بالسيئة ﴾ أي الشرك ﴿ فكبت وجوههم في النار ﴾ بأن وليتها وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى ويقال لهم تبكيتا ﴿ هل ﴾ ما ﴿ تجزون إلا ﴾ جزاء ﴿ ما كنتم تعملون ﴾ من الشرك والمعاصي قل لهم :
٩١ - ﴿ إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ﴾ أي مكة ﴿ الذي حرمها ﴾ جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم إنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب ﴿ وله ﴾ تعالى ﴿ كل شيء ﴾ فهو ربه وخالقه ومالكه ﴿ وأمرت أن أكون من المسلمين ﴾ لله بتوحيده
٩٢ - ﴿ وأن أتلو القرآن ﴾ عليكم تلاوة الدعوى إلى الإيمان ﴿ فمن اهتدى ﴾ له ﴿ فإنما يهتدي لنفسه ﴾ أي لأجلها فإن ثواب اهتدائه له ﴿ ومن ضل ﴾ عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ﴿ فقل ﴾ له ﴿ إنما أنا من المنذرين ﴾ المخوفين فليس علي إلا التبيلغ وهذا قبل الأمر بالقتال
٩٣ - ﴿ وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ﴾ فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار ﴿ وما ربك بغافل عما يعملون ﴾ بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم


الصفحة التالية
Icon