ضالون فَكَانَ وَصفهم بِأَنَّهُم يضلون النَّاس يَأْتِي بفائدة غير مَا تقدم من وَصفهم فِي الْكَلَام الأول فهم الْآن ضالون بشركهم ويضلون غَيرهم بِمَا جاؤوا بِهِ
جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا نزلت فِي قوم من الْمُشْركين قَالُوا للْمُسلمين تَأْكُلُونَ مَا قتلتم وَلَا تَأْكُلُونَ مَا قتل الله قَالُوا فَإِذا قرئَ ﴿ليضلون﴾ بِفَتْح الْيَاء لم يكن فِي الْكَلَام فَائِدَة غير أَنهم ضالون فَقَط وَقد علم ضلالتهم بِمَا تقدم من وَصفهم فَكَأَنَّهُ كرر كلامين وَمَعْنَاهُ وَاحِد
وَقَرَأَ أهل الْحجاز وَالشَّام وَالْبَصْرَة ﴿ليضلون﴾ أَي ليضلون هم وحجتهم قَوْله ﴿إِن رَبك هُوَ أعلم بِمن ضل عَن سَبيله﴾ وَقَوله ﴿وَأُولَئِكَ هم الضالون﴾ وَصفهم بالضلال لَا بالإضلال
﴿أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه﴾
قَرَأَ نَافِع ﴿أَو من كَانَ مَيتا﴾ بِالتَّشْدِيدِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَقد ذكره فِيمَا تقدم
﴿حَتَّى نؤتى مثل مَا أُوتِيَ رسل الله الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته﴾
قَرَأَ ابْن كثير وَحَفْص ﴿الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته﴾ على وَاحِد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ على الْجمع وحجتهم أَن الله جلّ وَعز ذكر الرُّسُل