الْحلق فَردُّوا مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ وَاعْلَم أَنه إِنَّمَا جَازَ فيهمَا الْفَتْح وَإِن كَانَ الأَصْل الإسكان لِأَن فِيهَا حرفا من حُرُوف الْحلق وَالْعرب تفتح إِذا كَانَ فِيهَا حرف من حُرُوف الْحلق وَذَلِكَ نَحْو النَّهر وَالنّهر والزهر والزهر والظعن والظعن وَإِنَّمَا جَازَ فتحهَا لِأَن الحركات ثَلَاث ضمة وفتحة وكسرة فالفتحة من الْألف فَهِيَ من حيّز حُرُوف الْحلق هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ فَإِن قَالَ قَائِل هلا فتحت الْهمزَة من الضَّأْن إِذْ كَانَت من حُرُوف الْحلق كَمَا فتحت الْعين من الْمعز الْجَواب أَن الْهمزَة أثقل من الْعين لِأَنَّهَا تخرج من أقْصَى الْحلق وتحريكها أثقل من تَحْرِيك الْعين وَكَذَلِكَ فرق بَينهمَا
﴿قل لَا أجد فِيمَا أُوحِي إِلَيّ محرما على طاعم يطعمهُ إِلَّا أَن يكون ميتَة أَو دَمًا مسفوحا﴾
قَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَالْكسَائِيّ ﴿إِلَّا أَن يكون﴾ بِالْيَاءِ ﴿ميتَة﴾ نصب هَذَا هُوَ الْوَجْه لِأَن الِاسْم الْمُضمر فِي ﴿يكون﴾ مُذَكّر وَهُوَ قَوْله ﴿قل لَا أجد فِيمَا أُوحِي إِلَيّ محرما﴾ وَلم يقل مُحرمَة قَالَ الزّجاج تَقْدِيره إِلَّا أَن يكون الْمَأْكُول ميتَة أَو ذَلِك الشَّيْء ميتَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر ﴿إِلَّا أَن تكون﴾ بِالتَّاءِ ﴿ميتَة﴾ رفع ﴿يكون﴾ فِي هَذِه الْقِرَاءَة بِمَعْنى االحدوث والوقوع الْمَعْنى إِلَّا أَن تقع ميتَة
وَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة ﴿إِلَّا أَن تكون﴾ بِالتَّاءِ ﴿ميتَة﴾ نصب
﴿ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تذكرُونَ﴾ ﴿وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ﴾ ١٥٢ و ١٥٣