﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته﴾
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو / نشرا بَين / بِضَم النُّون والشين جمع نشور كَقَوْلِك صبور وصبر وعجوز وَعجز وَرَسُول ورسل قَالَ اليزيدي الْعَرَب تَقول هَذِه ريَاح نشر مثل قَوْلك نسَاء صَبر قَالَ أَبُو عبيد الرّيح النشور الَّتِي تهب من كل جَانب وَتجمع السحابة الممطرة وَقَالَ غَيره الرّيح النشور الَّتِي تنشر السَّحَاب
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ نشرا بِضَم النُّون وَسُكُون الشين أَرَادَ ﴿نشرا﴾ فَخفف مثل رسل ورسل
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ ﴿نشرا﴾ بِفَتْح النُّون وَسُكُون الشين قَالَ الْفراء النشر من الرِّيَاح الطّيبَة اللينة الَّتِي تنشئ السَّحَاب فَكَأَن الْفراء ذهب إِلَى أَن النشر صنف من صنوف الرِّيَاح وَنَوع من أَنْوَاعهَا
وَقَالَ آخَرُونَ يجوز أَن يكون قَوْله ﴿نشرا﴾ مصدر نشرت الرّيح السَّحَاب نشرا فَكَأَن معنى ذَلِك على هَذَا التَّأْوِيل وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح نَاشِرَة للسحاب ثمَّ اكْتفى بِالْمَصْدَرِ عَن الْفَاعِل كَمَا تَقول الْعَرَب رجل صَوْم وَرجل فطر أَي صَائِم