وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿لَئِن لم يَرْحَمنَا﴾ بِالْيَاءِ ﴿رَبنَا﴾ بِالرَّفْع على الْخَبَر ﴿وَيغْفر﴾ بِالْيَاءِ أَيْضا وحجتهم هِيَ أَنه لما تبين لَهُم الضلال بعبادتهم الْعجل قَالَ بَعضهم لبَعض لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا مَا جنيناه على أَنْفُسنَا لنكونن من الخاسرين فَجرى الْكَلَام على لفظ الْخَبَر من بَعضهم لبَعض
﴿قَالَ ابْن أم إِن الْقَوْم استضعفوني﴾
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص ﴿قَالَ ابْن أم﴾ بِفَتْح الْمِيم جعلُوا الاسمين اسْما وَاحِدًا نَحْو خَمْسَة عشر ففتحوا ابْن أم وَابْن عَم لِكَثْرَة استعمالهم هَذَا الِاسْم
وَاعْلَم أَن النداء كَلَام مُحْتَمل الْحَذف فَجعلُوا ابْن وَأم شَيْئا وَاحِدًا وَقَالَ آخَرُونَ إِنَّهُم أَرَادوا الندبة ب ابْن أُمَّاهُ قَالُوا وَالْعرب تَقول يَا بن عماه وَالْأَصْل يَا بن أُمِّي ثمَّ قلبت الْيَاء ألفا فَصَارَت يَا بن أما ثمَّ حذفت الْألف لِأَن الفتحة تنوب عَنْهَا
وَقَرَأَ أهل الشَّام والكوفة ﴿قَالَ ابْن أم﴾ بِالْكَسْرِ وَكَذَلِكَ فِي طه وَالْأَصْل يَا بن أُمِّي بِإِثْبَات الْيَاء ثمَّ حذفوا الْيَاء لِأَن الكسرة نابت عَن الْيَاء وحجتهم قَوْله ﴿يَا قوم لَا أَسأَلكُم﴾ فَإِن قيل لم حذفت الْيَاء من قَوْلك يَا بن أم والمنادى هَا هُنَا الابْن لَا الْأُم وَهُوَ مثل قَوْلك يَا غُلَام غلامي وَهَا هُنَا لم تجوز حذف الْيَاء وَإِنَّمَا سَقَطت الْيَاء من المنادى من نَحْو يَا قوم وَيَا عباد