آتاها إِيَّاه فَكَذَلِك قَوْله ﴿فعميت﴾ خبر عَن الله أَنه هُوَ الَّذِي خذل من كفر بِهِ
قَرَأَ أهل الْحجاز وَالشَّام وَالْبَصْرَة وَأَبُو بكر ﴿فعميت﴾ بِفَتْح الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم أَي فعميت الْبَيِّنَة عَلَيْكُم وحجتهم أَن الَّتِي فِي الْقَصَص لم يخْتَلف فِيهَا مَفْتُوحَة الْعين قَالَ الله تَعَالَى ﴿فعميت عَلَيْهِم الأنباء﴾ فَهَذِهِ مثلهَا فَكَمَا يُقَال خَفِي علينا الْخَبَر يُقَال عمي عَليّ الْأَمر وَهَذَا مِمَّا حولت الْعَرَب الْفِعْل إِلَيْهِ وَهُوَ لغيره كَقَوْلِهِم دخل الْخَاتم فِي إصبعي والخف فِي رجْلي وَلَا شكّ أَن الرجل هِيَ الَّتِي تدخل فِي الْخُف والإصبع فِي الْخَاتم
﴿قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾
قَرَأَ حَفْص عَن عَاصِم ﴿من كل زَوْجَيْنِ﴾ منونا أَرَادَ من كل شَيْء فَحذف كَمَا حذف من قَوْله ﴿وَلكُل وجهة﴾ أَي وَلكُل صَاحب مِلَّة قبْلَة هُوَ موليها لِأَن كلا وبعضا يقتضيان مُضَافا إِلَيْهِمَا قَوْله ﴿زَوْجَيْنِ﴾ على هَذِه الْقِرَاءَة مفعول بِهِ واثنين وصف لَهُ وَتَقْدِير الْكَلَام قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ من كل شَيْء أَي من كل جنس وَمن كل الْحَيَوَان
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿من كل زَوْجَيْنِ﴾ مُضَافا و ﴿اثْنَيْنِ﴾ نصب على أَنه مفعول بِهِ الْمَعْنى فاحمل اثْنَيْنِ من كل زوج
﴿بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا﴾