قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص ﴿بِسم الله مجْراهَا﴾ بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء من جرت السَّفِينَة جَريا ومجرى وَقَالُوا إِن معنى ذَلِك بِسم الله حِين تجْرِي وحجتهم قَوْله بعْدهَا ﴿وَهِي تجْرِي بهم فِي موج كالجبال﴾ وَلم يقل وَهِي تجْرِي فَهَذَا أول دَلِيل على صِحَة معنى مجْراهَا بِفَتْح الْمِيم وَإسْنَاد إِلَى السَّفِينَة فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿مجْراهَا وَمرْسَاهَا﴾ بِضَم الميمين أَي بِاللَّه إجراؤها وَبِاللَّهِ إرساؤها يُقَال أجريته مجْرى وإجراء فِي معنى وَاحِد وهما مصدران وحجتهم إِجْمَاع الْجَمِيع على ضم الْمِيم فِي ﴿مرْسَاها﴾ فَرد مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ
﴿يَا بني اركب مَعنا﴾
قَرَأَ عَاصِم ﴿يَا بني اركب﴾ بِفَتْح الْيَاء وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ
قَالَ الزّجاج كسرهَا من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الأَصْل يَا بنيي وَالْيَاء تحذف فِي النداء أَعنِي يَاء الْإِضَافَة وَتبقى الكسرة تدل عَلَيْهَا وَيجوز أَن تحذف الْيَاء لسكونها وَسُكُون الرَّاء من قَوْله ﴿اركب﴾ وتقر فِي الْكتاب على مَا هِيَ فِي اللَّفْظ وَالْفَتْح من جِهَتَيْنِ الأَصْل يَا بنيا بِالْألف فتبدل الْألف من يَاء الْإِضَافَة الْعَرَب تَقول يَا غُلَاما أقبل ثمَّ تحذف الْألف لسكونها وَسُكُون الرَّاء وتقر فِي الْكتاب على مَا هِيَ فِي اللَّفْظ وَيجوز أَن أَن تحذف الْألف للنداء كَا تحذف يَاء الْإِضَافَة وَإِنَّمَا حذفت يَاء الْإِضَافَة وَألف الْإِضَافَة فِي النداء


الصفحة التالية
Icon