وَكَذَلِكَ فِي الْفرْقَان وَالْعَنْكَبُوت والنجم وَدخل مَعَهُمَا أَبُو بكر فِي النَّجْم وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ
فَمن ترك التَّنْوِين جعله اسْما لقبيلة فاجتمعت عِلَّتَانِ التَّعْرِيف والتأنيث فَامْتنعَ من الصّرْف وَمن نون جعله اسْما مذكرا لحي أَو رَئِيس وحجتهم فِي ذَلِك الْمُصحف لِأَنَّهُنَّ مكتوبات فِي الْمُصحف بِالْألف وَزَاد الْكسَائي عَلَيْهِم حرفا خَامِسًا وَهُوَ قَوْله ﴿أَلا بعدا لثمود﴾ منونا وَقَالَ إِنَّمَا أجريت الثَّانِي لقُرْبه من الأول لِأَنَّهُ استقبح أَن ينون اسْما وَاحِدًا ويدع التَّنْوِين فِي آيَة وَاحِدَة وَيُخَالف بَين اللَّفْظَيْنِ وَقد جود الْكسَائي فِيمَا قَالَ لِأَن أَبَا عَمْرو سُئِلَ لم شددت قَوْله تَعَالَى ﴿قل إِن الله قَادر على أَن ينزل آيَة﴾ وَأَنت تخفف ينزل فِي كل الْقُرْآن فَقَالَ لقُرْبه من قَوْله ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نزل عَلَيْهِ آيَة من ربه قل إِن الله قَادر على أَن ينزل آيَة﴾
فَإِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ قَوْله ﴿وآتينا ثَمُود النَّاقة﴾ من مَوضِع نصب فَهَلا نون كَمَا نون سَائِر المنصوبات الْجَواب أَن هَذَا الْحَرْف كتب فِي الْمُصحف بِغَيْر ألف وَالِاسْم الْمنون إِذا استقبله ألف وَلَام جَازَ ترك التَّنْوِين كَقَوْلِه ﴿قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد﴾
﴿قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام﴾