وَقد تكون حارة وَذَات حمأة وطينة سَوْدَاء فَتكون مَوْصُوفَة بالحرارة وَهِي ذَات حمأة
﴿فَلهُ جَزَاء الْحسنى﴾
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص ﴿فَلهُ جَزَاء الْحسنى﴾ منونا مَنْصُوبًا الْمَعْنى فَلهُ الْحسنى جَزَاء وَجَزَاء مصدر مَنْصُوب فِي مَوضِع الْحَال وَالْمعْنَى فَلهُ الْحسنى مجزيا بهَا جَزَاء فالنصب على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿فَلهُ جَزَاء الْحسنى﴾ بِالرَّفْع وَالْإِضَافَة فالحسنى على هَذِه الْقِرَاءَة تحْتَمل أَن تكون الطَّاعَة الْمَعْنى فَلهُ جَزَاء إحسانه أَي لَهُ جَزَاء الْأَعْمَال الْحسنى وَيحْتَمل أَن يَجْعَل ﴿الْحسنى﴾ الْجنَّة وَيكون الْجَزَاء مُضَافا إِلَيْهَا وَهُوَ لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ كَمَا قَالَ ﴿لَهو حق الْيَقِين﴾ و ﴿ولدار الْآخِرَة﴾ يُضَاف الِاسْم إِلَى نَفسه إِذا اخْتلف لفظ الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ وَهُوَ هُوَ فِي الْحَقِيقَة
﴿حَتَّى إِذا بلغ بَين السدين وجد من دونهمَا قوما لَا يكادون يفقهُونَ قولا﴾
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو ﴿بَين السدين﴾ و ﴿وَبينهمْ سدا﴾ ٩٤ بِالْفَتْح وَفِي يس ﴿سدا﴾ بِالرَّفْع قَالَ أَبُو عَمْرو السد الشَّيْء الحاجز بَيْنك وَبَين الشَّيْء والسد فِي الْعين وَالْعرب تَقول بِعَيْنِه سدة بِالرَّفْع وَاسْتدلَّ على ذَلِك بقوله ﴿فأغشيناهم فهم لَا يبصرون﴾


الصفحة التالية
Icon