وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿ويتقه﴾ ي بِكَسْر الْهَاء لمجاورة الْقَاف الْمَكْسُورَة يتبعُون الْهَاء يَاء تَقْوِيَة وَقد ذكرت ذَلِك فِي آل عمرَان
﴿ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم وليمكنن لَهُم دينهم الَّذِي ارتضى لَهُم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا﴾ ٥٥
قَرَأَ أَبُو بكر ﴿اسْتخْلف﴾ بِضَم التَّاء على مَا لم يسم فَاعله وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَمَا اسْتخْلف بِفَتْح التَّاء لذكر الله تَعَالَى قبل ذَلِك وَبعده فَمن ضم التَّاء ف الَّذين فِي مَوضِع رفع وَمن فتح التَّاء ف الَّذين فِي مَوضِع نصب
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو بكر ﴿وليبدلنهم﴾ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ
قَالَ الْفراء هما متقاربان فَإِذا قلت للرجل قد بدلت مَعْنَاهُ قد تغير حالك وَلم يَأْتِ مَكَانك آخر وكل مَا غير عَن حَاله فَهُوَ مبدل وَقد يجوز بِالتَّخْفِيفِ مبدل وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ فَإِذا جعلت الشَّيْء مَكَان الشَّيْء قلت أبدلته ابدل لي هَذَا الدِّرْهَم أَي أَعْطِنِي مَكَانَهُ وَبدل جَائِزَة فَمن قَالَ وليهدلنه فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَجْعَل الْخَوْف أمنا وَمن قَالَ ليبدلنهم بِالتَّخْفِيفِ قَالَ الْأَمْن خلاف الْخَوْف فَكَأَنَّهُ قَالَ اجْعَل لَهُم مَكَان الْخَوْف أمنا أَي ذهب بالخوف وَجَاء الْأَمْن وَهَذَا مَوضِع اتساع الْعَرَب فِي الْعَرَبيَّة
﴿لَا تحسبن الَّذين كفرُوا معجزين فِي الأَرْض﴾