لِأَن المتسلح إِنَّمَا يتسلح مَخَافَة الْقَتْل وَالْعرب تَقول هُوَ حاذر وحذر أَي قد أَخذ حذره
﴿إِن هَذَا إِلَّا خلق الْأَوَّلين﴾
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ ﴿إِن هَذَا إِلَّا خلق﴾ الْأَوَّلين بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿خلق﴾ بِضَم الْخَاء وَاللَّام
وَمن قَرَأَ ﴿خلق الْأَوَّلين﴾ بِالْفَتْح فَمَعْنَاه اختلاقهم وكذبهم كَأَنَّهُمْ قَالُوا لهود عَلَيْهِ السَّلَام مَا هَذَا الَّذِي أَتَيْتنَا بِهِ إِلَّا كذب الْأَوَّلين وأحاديثهم قَالَ ابْن عَبَّاس إِن هَذَا إِلَّا خلق الْأَوَّلين أَي كذب الْأَوَّلين وَفِيه وَجه آخر قَالَه قَتَادَة قَوْله ﴿خلق الْأَوَّلين﴾ قَالُوا هَكَذَا كَانَ النَّاس يعيشون مَا عاشوا ثمَّ يموتون قَالَ الزّجاج الْمَعْنى خلقنَا كَمَا خلق من كَانَ قبلنَا نحيا كَمَا حيوا وَنَمُوت كَمَا مَاتُوا وَلَا نبعث لأَنهم أَنْكَرُوا الْبَعْث
وَمن قَرَأَ ﴿خلق الْأَوَّلين﴾ فَمَعْنَاه عَادَة الْأَوَّلين أَي مَا هَذَا الَّذِي نفعله نَحن إِلَّا عَادَة الْأَوَّلين من قبلنَا وَالْمُخْتَار ضم الْخَاء لِأَن هودا صلى الله عَلَيْهِ لما وعظهم وحذرهم وَأَنْذرهُمْ وَقَالَ لَهُم ﴿إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم عَذَاب يَوْم عَظِيم﴾ ردوا عَلَيْهِ وعظه وَقَالُوا ﴿سَوَاء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إِن هَذَا إِلَّا خلق الْأَوَّلين﴾ يُرِيدُونَ مَا هَذَا الَّذِي نَحن عَلَيْهِ إِلَّا عَادَة الْأَوَّلين ﴿وَمَا نَحن بمعذبين﴾