قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا يقول : لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال : اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فاذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته
قال الله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا قال : باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال وسبحوه بكرة وأصيلا يقول : صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشى
وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل " أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله : ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال : لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة "
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا "
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " ان رجلا سأله فقال : أي المجاهدين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله ذكرا قال : فأي الصائمين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله ذكرا
الصلاة والزكاة والحج والصدقة
كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أجل "
وأخرج ابن أبي شيبه وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدف بين حمدان قال " يا معاذ أين السابقون ؟ قلت