﴿ليأكلوا من ثمره وَمَا عملته أَيْديهم﴾
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ ﴿ليأكلوا من ثمره﴾ بِضَم الثَّاء وَالْمِيم تَقول ثَمَرَة وثمار وثمر جمع الْجمع وَيجوز أَن يكون ثَمَر جمع ثَمَرَة مثل خَشَبَة وخشب وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿من ثَمَرَة﴾ جَعَلُوهُ جمع ثَمَرَة مثل بقرة وبقر وشجرة وَشَجر
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأَبُو بكر / وَمَا عملت أَيْديهم / بِغَيْر هَاء وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿وَمَا عملته أَيْديهم﴾ بِالْهَاءِ وحجتهم أَنَّهَا كَذَلِك فِي مصاحفهم فالهاء عَائِدَة على ﴿مَا﴾ و ﴿مَا﴾ فِي معنى الَّذِي وَمَوْضِع مَا خفض نسقا على ﴿ثَمَرَة﴾ الْمَعْنى ليأكلوا من ثمره وَمِمَّا عملته أَيْديهم قَالَ الزّجاج وَيجوز أَن يكون ﴿مَا﴾ نفيا وَتَكون الْهَاء عَائِدَة على الثَّمر فَلَا مَوضِع ل مَا حِينَئِذٍ وَيكون الْمَعْنى ليأكلوا من ثمره وَلم تعمله أَيْديهم قَالَ السّديّ قَوْله ﴿وَمَا عملته أَيْديهم﴾ يَقُول نَحن عَمِلْنَاهُ نَحن أنبتناه لم يعملوه هم وَيُقَوِّي النَّفْي قَوْله ﴿أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ أأنتم تزرعونه أم نَحن الزارعون﴾ وَيُقَوِّي إِثْبَات الْهَاء قَوْله تَعَالَى ﴿كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان﴾ وَلم يقل يتخبط فَكَذَلِك قَوْله ﴿عملته﴾ وَحجَّة من حذف الْهَاء إِجْمَاع الْجَمِيع على حذف الْهَاء فِي قَوْله ﴿مِمَّا عملت أَيْدِينَا أنعاما﴾ و ﴿مَا﴾ فِي قَوْله ليأكلوا من ثمره وَمَا عملت فِي مَوضِع خفض الْمَعْنى ليأكلوا من ثمره وَمِمَّا عملته أَيْديهم قَالَ الزّجاج إِذا حذفت الْهَاء فالاختيار أَن يكون ﴿مَا﴾ فِي مَوضِع خفض فَيكون فِي معنى الَّذِي فَيحسن حذف الْهَاء


الصفحة التالية
Icon