قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص ﴿وغساق﴾ بِالتَّشْدِيدِ وَكَذَلِكَ فِي ﴿عَم يتساءلون﴾ أَي سيال وَهُوَ فعال من غسق يغسق أَي مَا يسيل من جُلُود أهل النَّار
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿وغساق﴾ بِالتَّخْفِيفِ وحجتهم أَنه اسْم مَوْضُوع على هَذَا الْوَزْن مثل عَذَاب وشراب ونكال وَفِي التَّفْسِير أَنه الشَّديد الْبرد
قَرَأَ أَبُو عَمْرو ﴿وَآخر من شكله أَزوَاج﴾ بِضَم الْألف وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿وغساق وَآخر﴾ وَاحِد
من أفرد فَإِنَّهُ عطف على قَوْله ﴿حميم وغساق﴾ و ﴿أخر﴾ أَي وَعَذَاب آخر من شكله أَي مثل ذَلِك وحجته مَا رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله ﴿وَآخر من شكله﴾ الزَّمْهَرِير فتفسيره حجَّة لمن قَرَأَ ﴿وَأخر﴾ بِالتَّوْحِيدِ لِأَن الزَّمْهَرِير وَاحِد فَإِن قيل لم جَازَ أَن ينعَت الآخر وَهُوَ وَاحِد فِي اللَّفْظ ب ﴿أَزوَاج﴾ وَهِي جمع قيل إِن الْأزْوَاج نعت للحميم والغساق وَالْآخر فَهِيَ ثَلَاثَة وَحجَّة من قَرَأَ ﴿أخر﴾ على الْجمع أَن الْأُخَر قد نعتت بِالْجمعِ فَدلَّ على أَن المنعوت جمع مثله قَالَ سُفْيَان لَو كَانَت و ﴿أخر﴾ لم يقل أَزوَاج وَقَالَ زوج وَقَالَ الزّجاج من قَرَأَ ﴿وَأخر﴾ فَالْمَعْنى وأقوام أخر لِأَن قَوْله ﴿أَزوَاج﴾ مَعْنَاهُ أَنْوَاع
﴿وَقَالُوا مَا لنا لَا نرى رجَالًا كُنَّا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار﴾